أعادت التساقطات الثلجية التي عرفتها مجموعة من المناطق الجبلية بالمغرب، المعاناة مرة أخرى إلى ساكنتها، بعدما قطعت عليها الطرق نحو المدن والقرى والأسواق الأسبوعية.
محمد، الذي يقطن بأحد الدواوير بجبال تيزي فري، يعيش ما يشبه العزلة لعدة أيام خلال تساقط الثلوج، بسبب صعوبة المرور عبر الطريق المؤدية صوب مدينة تارجيست، التي تضم السوق الأسبوعي الأقرب بالمنطقة، يقول إن “شهور أكتوبر ونوفمبر ودجنبر وأيضا يناير، تشهد في الغالب تساقطات ثلجية تغلق الطرق لأيام”.
“قد تمرّ سيارة واحدة عبر هذه الطريق، مع أخذ الحيطة والحذر وتجنب الفرملة، ولكن لا أحد يمكنه أن يضمن عدم تقابلها مع سيارة ثانية، واضطر السائقين للخروج قليلاً ليتمكنا من المرور، وهو ما يهدّد بالانزلاق، وقد حدثت العديد من الوقائع المشابهة”، يقول محمد في حديثه لجريدة “بناصا”.
شخص آخر يسكن بالمنطقة، يدعى عبد الله، أوضح أن “الطريق يحتاج إلى إصلاح، ولابد من أن يكون مكونا من ممرين بدل ممر واحد، وهو ما من شأنه التقليل من المخاطر خلال الثلوج، إلى جانب تحرك السلطات الجماعية من أجل إزالة الثلوج عن الطريق بعد تساقطها، وهو ما لم يحدث خلال التساقطات الأخيرة التي عرفتها المنطقة”.
جبال تيزي فري، سجلت في الأيام الماضية تساقطات ثلجية مهمة، غطت الطرق، وصعبة مرور العربات، دون أن تتحرك المصالح الجماعية بزرقت، لإزالة الثلوج عن الطريق، التي بقيت لأزيد من أسبوع دون أي تدخل، سجلت خلالها المنطقة انزلاقات لعدد من السيارات، حالت الأقدار، حسب تصريحات لساكنة محلية، من وقوع خسائر خلالها.
في سياق متّصل، جددت التساقطات الثلجية، مطالب تأهيل عدد من الطرق الإقليمية وإصلاحها، بسبب صعوبة المرور عبرها خلال تواجد الثلوج بها، نظراً لأنها لا تتسع سوى لسيارة واحدة، ويضطر السائقون، في حال التقابل مع عربة، إلى الخروج جزئيا من الطريق، للتمكن من المرور، وهو ما يجعل المواطنين، في حالة الثلوج، معرضين للتزحلق.
وكشفت مصادر مطلعة، أن هناك تحركات على مستوى السلطات الإقليمية، من أجل إصلاح الطريق الإقليمية “P5204” الرابطة بين جماعة تارجيست ومركز بني عمارت، عبر جماعة زرقت، مروراً بجبال تيزي فري، التي تغطيها الثلوج لعدة أسابيع من فصل الشتاء، ما يصعب مهمة مرور السيارات ويهدد بانزلاقها.
وأضافت المصادر، أن السلطات أجرت دراسة جيوتقنية للطريق المذكور، استعداداً لإعلان فتح المجال لطلبات العروض، لتأهيل المعبر وتحويله لطريق جهوي، بغيةَ المساهمة في التنمية على مستوى الجماعات القروية بالمنطقة، وكسر العزلة التي تعيشها بعضها في فصل الشتاء، إلى جانب تشجيع السياحة، واستغلال مؤهلات جبال تيزي فري.
تعليقات الزوار ( 0 )