أكد الرئيس المدير العام السابق لشركة (سابريس) للنشر والتوزيع، والإعلامي، محمد عبد الرحمان برادة، أن مدينة طنجة “صنعت لنفسها عبر العصور موطنا وذكرى للجميع من هنا ومن كل حدب وصوب”.
وكتب برادة في مقال تحت عنوان “طنجة.. قاسمنا المتوسطي المشترك”، “أعود إلى طنجة لأجد ذلك الزمان والمكان والممر والمعبر المؤدي إلى كل الآفاق. هذه طنجة التي صنعت لنفسها عبر العصور موطنا وذكرى للجميع من هنا ومن كل حدب وصوب”.
وأضاف “كثيرون عبروا منها وإليها ليستقروا وليغادروا وليتركوا الطبيعة والمحيط والغابة وهرقل داخل مغارته يراقب الجميع ويحرس التاريخ بمحيطه ومتوسطه وحاضره. هنا الفنون والآداب والتراث والحداثة والنبوغ المغربي وأدب الفقهاء والخبز الحافي وتلك المعالم بما خفي منها وما هو بارز”.
وأشار الإعلامي في هذا الصدد إلى رأس سبارطيل والشاطئ والمنتزه والقصبة والسوق الصغير والأكبر منه والآثار الموريسكية والمسجد والكنيسة وكل هذا وأكثر منه بكثير.
ويقول “لرجال ونساء الصحافة في هذه المدينة عبر وذكريات، فمدينتنا عاشت بالأمس القريب على إيقاع تجربة متميزة هي الأخرى من خلال التئام صحافة الضفتين بمؤتمراتها وتبادلاتها وتقاسيمها للتجارب والقيم التي تجمع جنوب المتوسط بشماله”.
وأردف قائلا “ولي فيها شخصيا ذكريات وتجربة مهنية أخرى، هنا انبثق (نادي طنجة) وفيها رأى النور على هامش معرض الكتاب والتقى عديد من الصحفيين المغاربة والفرنسيين ليكون ميلاد النادي الذي تولى رئاسته الصحافي الشهير جاك شونصول عن الجانب الفرنسي وعبد ربه عن الجانب المغربي”.
ويستحضر ابرادة أنه ” بعد أسابيع قليلة، نظم هذا النادي الطنجاوي الفتي ندوة مهمة طرحت للنقاش محور ‘تحولات الصحافة المغربية’ من خلال شعارها المركزي وفي تلك اللحظة من المغرب الجديد، في مايو 2006، كانت الورشات وكان التبادل والنقاش حول الصحافة بماضيها وحاضرها ومستقبلها بمشاركة نوعية وفريدة للغاية”.
“أتذكر ذلك الحماس ولن أنسى الأسماء التي ساهمت في إغناء الحوار، وهي نفسها الأسماء التي صنعت جزءا من أمجاد الإعلام ببلادنا” يقول الكاتب.
وأبرز السيد برادة أن “نادي طنجة” صار تجربة وتراثا لاماديا للمهنة ربما تعود له الروح مع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف التي تعقد مؤتمرا تأسيسيا لفرعها بجهة الشمال، وتنظم بالمناسبة ندوة أخرى حول محور اختارت أن يكون “منارات المتوسط : فرص الإندماج في بحر التحديات”.
ويرى الكاتب أنه في ” قلب طنجة وقفة أخرى للبحث والتفكير في هذا الأورومتوسطي الذي تحتضنه طنجة بمشاركة وازنة وقوية لأسماء صنعت وتصنع القاسم المتوسطي المشترك “.
ومن روعة طنجة، ختاما، يضيف السيد برادة، أن في تاريخها الناصع دوما أفقا مفتوحا على المستقبل: طنجة 1947 هي الراحل محمد الخامس أب الأمة يفتح الطريق نحو الحرية بنداء طنجة الشهير”.
“طنجة هي أيضا 1958، احتضان المؤتمر المغاربي للحركات الوطنية في دول المغرب العربي الكبير ، طنجة كذلك معالم الطريق، في ترديد القناعة المغربية، من (طنجة إلى الكويرة، يمتد الوطن)”، يقول الكاتب.
ويضيف “وطنجة هي البنيات المهيأة للمستقبل والتعاون المتوسطي والقاري والدولي من خلال طنجة المتوسط..”
وخلص برادة إلى أن “كل هذا يجعل طنجة فعلا قاسمنا المتوسطي والإنساني المشترك..”.