شارك المقال
  • تم النسخ

بدعم من الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.. طائر “الحُبارى” يعاود الظهور من جديد بالمغرب

تواجه آخر مجموعة تم تحديدها من طائر الحبارى الكبير (Otis tarda) في القارة الأفريقية خطر الإنقراض بسبب انخفاض مستعمراتها بنسبة 50 في المائة خلال الـ15عشر سنة الأخيرة، وفي المغرب تعد مدينتا أكادير والراشدية محطتين رئيسيتين لتربية هذه الأنواع من الطيور غير المهاجرة، التي تطير لمسافات قصيرة.

وأحرزت مبادرة محلية بدعم من الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة بشراكة مع الحكومة المغربية تقدمًا نحو استقرار تعداد هذه الطيور المهيبة، حيث مكّن المشروع من المراقبة ونفذ حملات توعية مهمة، إلى جانب تعزيز الحماية القانونية للمحميات المتبقية حيث تتكاثر طيور الحبارى الكبيرة.

وتعتبر تجمعات “Leks” عنصرًا حاسمًا لبقاء الحبارى الكبيرة لأنها المناطق التي تستخدمها الأنواع للتكاثر، حيث يتجمع الذكور في هذه المناطق خلال موسم التكاثر لعرض ريشهم، وأداء سلوكيات المغازلة، والتنافس على جذب انتباه طيور الإناث المهاجرة، وإلا فإن فرص التزاوج للتكاثر الناجح ستقل بشكل كبير، إذ شهد هذا العام وحده خسارة فادحة لأزيد من خمسة من مواقع التكاثر هذه أو “الكرات” عبر شمال البلاد.

وتتم مراقبة “Leks” سنويًا من خلال تعداد وطني، حيث ركز الإحصاء الوطني لسنة 2023، الذي أجرته في مارس مجموعة من المراقبين المغاربة والإسبان، في عدد من مناطق في المغرب حيث يُعرف أن الحبارى الكبير كان موجودًا خلال العشرين عامًا الماضية.

وتم تقسيم المجموعة إلى ثلاث فرق (من 3-4 مراقبين) والتي، باستخدام المناظير والتلسكوبات، عملت في نفس الوقت وفي نفس منطقة “ليك”، وتسمح هذه الطريقة على زيادة الكفاءة والدقة إلى أقصى حد، مما يسمح للمجموعة بإكمال المسح في أقل وقت مع تجنب أي عد مزدوج للأفراد.

وبسبب الانخفاض الكبير في موائلها الطبيعية (أي السهوب والمراعي)، وجدت طيور الحبارى الكبيرة ملجأ في الأراضي الزراعية التقليدية، وخاصة في قطع الأراضي الشاسعة المزروعة بالحبوب أو العنب، حيث تستمر الممارسات الزراعية والرعي التقليدي بأجزاء كبيرة من هاته الأراضي المسطحة، والتي تسمح لهذه الطيور الكبيرة والثقيلة بالتحرك بحرية.

وتعتمد طيور الحبارى الكبير على مساحات كبيرة ومفتوحة من الأرض للتكاثر والتغذية والتحرك.، ومع تطور الزراعة نحو التكثيف والزراعة الأحادية واستخدام الهندسة الميكانيكية، تفقد الحبارى الكبيرة آخر مناطقها الآمنة في المغرب. بالإضافة إلى هذا التغيير في الممارسات، فقد زاد معدل وفيات هاته الأنواع مع تطور البنى التحتية مثل الطرق وخطوط الكهرباء، والتي تؤدي إلى تجزئة أراضي الحبارى الكبيرة ويمكن أن تسبب تصادمات مميتة.

كما يمكن أن تؤدي ممارسات الزراعة الصناعية، مثل استخدام الآلات الثقيلة والمبيدات الحشرية والأسمدة، إلى إتلاف الموائل الطبيعية للطيور، مما يقلص من أماكن التكاثر والعثور على الطعام، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الزراعة الأحادية إلى تدمير التنوع النباتي، وهو أمر ضروري للحفاظ على نظام بيئي صحي وتوفير موطن للحشرات واللافقاريات الأخرى التي تتغذى عليها الحبارى الكبيرة.

وفي العامين الماضيين، قادت الجمعية المغربية الموسمة باسم “Nature Solutions” الجهود لتنظيم الإحصاء الوطني للحبارى الكبير، وحصل على دعم الوكالة المغربية للمياه والغابات والمجلس الوطني الإسباني للبحوث (CSIC ، المتحف الوطني الإسباني للعلوم الطبيعية).

كما سمح مشروع هذه الجمعية، الممول من قبل برنامج “PPI-OSCAN” التابع لـ IUCN كجزء من منصة “مبادرات”، بتنسيق من IUCN-Med وبتمويل من المديرية العامة للتعاون لجزر البليار، بتوظيف حراس في كلا المنطقتين، إلى جانب تنظيم ورش عمل تدريبية وأنشطة توعية مع الصيادين والمزارعين في مختلف مناطق تواجد طائر الحباري.

وتهدف هذه الإجراءات إلى دعم الاستراتيجية الوطنية وخطة العمل للحفاظ على الحبارى الكبير في المغرب، والتي تم تطويرها بشكل مشترك من قبل مركز IUCN (مركز التعاون المتوسطي) والوكالة الوطنية للمياه والغابات.

وينتمي طائر الحبارى لعائلة otididae التي تشمل 22 نوعا. وتعتبر هذه الفصيلة الممثل الأول لفصيلة الشلاميدوتيس، التي يميز فيها بين ثلاثة أنواع: طائر شمال إفريقيا، وطائر جزر الكناري، والطائر الأسيوي.


ويعتبر طائر الحبارى، المسمى باللغة اللاتينية “كلاميدوتيس اوندولاتا، من طيور الصحراء العداءة النادرة وغير المهاجرة، التي تطير مسافات قصيرة، باحثة عن أماكن نزول الأمطار، مصدر طعامها، ويعيش في السهول القاحلة والسهول، والمناطق شبه الصحراوية، ذات الغطاء النباتي المفتوح أو المنتشر والقصير. وهو الطائر الوحيد، من بين طيور جنسه، الذي يحب العيش في المناطق الصحراوية، ويتأقلم جدا معها. وينتمي إلى فصيلة gruifromes إلى جانب الكركيات والتفلقيات.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي