شارك المقال
  • تم النسخ

انتقادات تطال التدريس بتناوب الأفواج وتحذيرات من تأزيم وضعية المدرسة

منحت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، برئاسة سعيد أمزازي، حق اختيار الصيغة التربوية التي سيتم اعتمادها في التدريس، لأمهات وآباء وأولياء الأمور المغاربة، على أساس مبنيّ على توقعات أن من سيفضلون “الحضوريّ”، لم يتجاوزوا الـ 60 في المائة على أكثر تقدير.

وعقب انطلاق عملية التعبير عن الرغبة، تفاجأ الجميع، بما فيهم الوزارة، التي وبالرغم من عدم تصريحها بأن النسبة كانت غير متوقعة، إلا أن ما قاله مسؤولوها في وقت سابق، بشأن قدرتها على توفير شروط السلامة الصحية لما يقارب 6 ملايين تلميذ، أي بنسبة 60 في المائة، يؤكد ذلك، _تفاجأوا_ بأن أكثر من 80 في المائة، اختاروا صيغة الحضوري.

وباستثناء ما قاله الوزير أمزازي، في الحوار الذي أجراه، الأربعاء الماضي، مع القناة الثانية المغربية، بخصوص أن حوالي 80 في المائة من الأسر اختارت التعليم الحضوري، وذلك قبل يوم من نهاية فترة التعبير عن الرغبة، _ باستثناء ذلك _ لم يصدر أن إعلان رسمي من الوزارة، يكشف النسبة النهائية لهذه العملية، وسط توقعات غير رسمية تتحدث عن أزيد من 90 في المائة.

وفي ظل هذا الوضع، برزت العديد من المشاكل التي يصعب على الوزارة معالجتها في هذه الظرفية الاستثنائية التي يشهدها المغرب بسبب تفشي فيروس كورونا، من بينها الكيفية التي سيتم تدبير عملية الدراسة لما يزيد عن 8 ملايين تلميذ في مختلف المؤسسات التعليمية بالمغرب، والتي منها ما لا يتوفر على أدنى الشروط التي يمكن أن تساعد في تطبيق الإجراءات الوقائية.

وفي هذا السياق، أوضحت الوزارة سابقا، بأن العملية التعليمية الحضورية، ستتم عبر تفويج الأقسام بحيث لا يتجاوز كل فوج 20 تلميذا على الأكثر، وسيتم تدريسهم بالتناوب، بواقع ثلاثة أيام لكل فوج في الأسبوع، أي يوما بيوم، وهو ما يعتبر من أكبر المعقيات التي تعترض مدراس وأساتذة المؤسسات التعليمية خلال الموسم الجديد.

ومن أهم الانتقادات التي وجهها عدد من الأساتذة لوزارة التعليم، مسألة تقليص المقرر الدراسي إلى النصف، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على التلاميذ، ولا يحقق الكفايات والأهداف المتوخاة من العملية التعلِيمية التعلُّمية، لأن المقرر الدراسي يُفترض أنه وحدة متكاملة، تعِدُّ الشخص للمستوى الموالي، وتقليصه سينعكس على التلاميذ.

كما يرى المنتقدون، بأن هناك مشكلا عويصا متعلقا بصعوبة تطبيق برنامج التفويج والتدريس يوما بيوم، لأنه من شبه المستحيل أن يتم جمع كافة المواد التي على التلميذ دراستها، في نفس اليوم لكي لا يضطر للعودة في اليوم الموالي، وسط كثرة المواد وكثرة الأقسام، وأيضا التعدد المحتمل للمستويات التي يدرسها الأستاذ.

وتعاني بعض المؤسسات التعليمية من مشكل آخر، متعلق باستحالة تفويج أقسام تتوفر على أقل من 10 تلاميذ، لكي يتم الالتزام بثلاثة أيام في الأسبوع، وفي حال لم يتم تفويجها، فإن مشكلا ثانيا سيظهر يضرب في مبدأ تكافؤ الفرص، وهو أن التلاميذ الـ 10، في حال استمروا في الدراسة من دون تفويج، فهذا يعني أنهم سيدرسون مقررهم بشكل كامل، في وقت لن يحظى زملاؤهم في باقي الأقسام سوى بالنصف.

هذا، وستعاني المؤسسات التي تتوفر على الداخلي، ويتابع فيها تلاميذ من مناطق بعيدة دراستهم، من الاكتظاظ داخل السكن المدرسي، لأنه من المستحيل، حسب مجموعة من الأساتذة، أن يغادر التلميذ الذي يدرس اليوم، مساء، صوب منزله الذي يبعد في الغالب، بعشرات الكلومترات عن المؤسسة، لكي يعود أيضا، بعدها بيوم.

وفي حال قررت المؤسسات الإبقاء على التلاميذ في السكن المدرسي، دون إجبارهم على المغادرة بشكل شبه يومي، سيظهر مشكل آخر أيضا، وهو الاكتظاظ، ما يمكن أن يعزز احتمالية تفشي فيروس كورونا المستجد بين التلاميذ، وتشَكّل بؤر وبائية كبيرة بالمؤسسات التعليمية.

عدد من مدراء وأطر المؤسسات، خاصةً بالثانوي الإعدادي والتأهيلي، فكروا في حل للمشاكل المترتبة على تدريس ثلاثة أيام في الأسبوع لكل فوج، حيث جرى اقتراح أن يدرس كل فوج لمدة أسبوع كامل، على أن يأتي الفوج الآخر في الأسبوع المقبل، وهو ما سيعالج احتمال الاكتظاظ داخل المؤسسة وأيضا داخل السكن المدرسي.

غير أن المعترضين على هذا المقترح، يرون بأنه، هو أيضا، سيخلق مشاكل، جديدة، وعلى رأسها أن دراسة كل فوج، أسبوعا في كل 15 يوما، يعني أنهم سيحظون بما يشبه العطل لـ 15 يوما في كل شهر، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبا على استيعاب الدروس وعدم تحقق الكفايات والأهداف المرجوة، لتبقى الأزمات المتتالية تلاحق المؤسسات التعليمية في ظل الجائحة، وسط تحذيرات عديدة من تأزيم المدرسة.

يشار إلى أن العديد من المديريات الإقليمية قررت تأجيل عملية الدخول المدرسي إلى وقت لاحق، واعتماد التعليم عن بعد وحده، بسبب التطورات الوبائية التي ترعفها المناطق التابعة لها، فيما تتجه باقي الأقاليم والعمالات، التي تشهد استقرار في منحى الجائحة، إلى انطلاق عملية استقبال التلاميذ، بدءاً من يوم غد الإثنين الـ 7 من شهر شتنبر الجاري.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي