شارك المقال
  • تم النسخ

اليمين المغربي يتّهم الجزائر باستغلال التّوتر مع إسبانيا لتأجيج الصراع في الصحراء

اتهم نشطاء اليمين القومي المغربي الجزائر، باستغلال التوتر الحاصل بين الرباط ومدريد، من أجل تأجيج النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، عبر دفع ميليشيات البوليساريو الانفصالية، إلى تصعيد عملياتها الإرهابية شرق الحزام الأمني، مشددين على أن التصريحات الصادرة عن قائد أركان الجيش الجزائري مؤخرا، تعدّ تهديدات صريحة للمملكة.

وقال النشطاء اليمين القومي، في بيان للرأي العام، توصلت “بناصا” بنسخة منه، إنه تابع بانشغال كبير الخطوات التصعيدية غير المسبوقة، التي قامت بها إسبانيا في مساس سافر بالمواقف السيادية للمملكة المغربية الشريفة، متجاوزة جميع الخطوط الحمراء لمبادئ حسن الجوار، حيث إنها تحاول صيغة للسماح لزعيم المرتزقة الانفصالية، بمغادرة أراضيها دون إخضاعها للمتابعة القضائية”.

وأضاف البيان، أن النشطاء يتابعون ببالغ “الامتعاض تصريح وزيرة الدفاع الإسبانية، وذلك بوصفها المملكة المغربية بالعدو الخارجي لإسبانيا، متهمة إياها بالابتزاز، ومحذرةً إياها من اللعب مع الإسبان”، مجدداً التأكيد على “كامل ثقتنا في كون رد الفعل المغربي سوف يكون صارماً، دقيقا، مؤخراً، وقاسيا، وذلك بما يليق ومستوى الخطوات الإسبانية غير المحسوبة”.

ونوه النشطاء بـ”سرعة تجاوب المؤسسات السيادية المغربية مع هذا التصعيد الممنهج، من قبل الجار الشمالي، سواء بشكل مباشر، من خلال تصريح وزير الخاردجية، والذي أكد أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس”، مسترسلين بأن “تداعيات تفكيك المغرب لشفرة عملية تهريب بن بطوش، لم يشكل صفعة على وجه إسبانيا، فحسب وإنما أيضا للجيش الجزائري الذي اكتشف قادته أنه مخترق من قبل المغرب”.

وأوضح أن “إقالة قائد الاستعلامات الخارجية وفتح تحقيق مع كبار القادة في الجيش الجزائري، لهو أكبر دليل على قوة الضربة التي وجهتها المخابرات المغربية الإسبانية والجزائر معاً، سوف تكون له تداعيات خطيرة عليهما فهم يعلمون بأن المغرب الذي تمكن من كشف خيوط هذه العملية لابد وأن بجعتبه العديد من المعطيات الاستخباراتية التي لم يكشفها بعد”.

وأشاد اليمين القومي، بهذا الرد الذي “يفضح التآمر الإسباني الصريح على المغرب، ويكشف القناع الحقيقي عن وجه الدولة الإسبانية أمام العالم، لتزهر بصورة عصابة إجرامية، تقوم بتزوير الوثائق وتنظيم عمليات الهجرة السرية على أعلى المستويات، والتستر على المجرمين الفارين من العدالة، وهو ما يكرس الصورة الحقوقية، وأسطوانة المبادئ الإنسانية التي تتبجح بها إسبانيا ويكشف زيف ديمقراطيتها الصورية”.

وأردف بأن هذا الأمر كشف “مدى احتقار إسبانيا للشعب الإسباني لكون عدد كبير من ضحايا مجرد الحرب إبراهيم غالي، هم أصلا مواطنون إسبان، كما أن توقيت، وشكل الرد المغربي يؤكد بشكل واضح أن المغرب يعرف كل ما يدور في داخل كواليس صناعة القرار بداخلها، وبداخل مؤسساتها الحيوية، وبأن المغرب لا تفوته حتى أدق التفاصيل، ولعل تسريب صورة جواز السفر المزور تؤكد ذلك”.

واسترسل البيان: “وعليه فإننا داخل اليمين القومي المغربي نكاد نجزم أن إسبانيا الآن باتت مأكدة من أن المغرب يسبقها بخطوات عديدة، وأن في جعبته العديد من المفاجآت التي لن تعجب الساسة الإسبان، بل وستكشف عورتهم للعالم كنظام استبدادي لا يحترم المعاهدات التاريخية، ولا يلقى وزنا للعلاقات الثنائية، ومبادئ حسن الجوار، وهو الشيء الذي لا يهدد الحكومة الإسبانية بالسقوط فحسب، وإنما سوف يفوقها إلى انعكاسات كارثية، أبعد مما يمكن أن يتصوره، الساسة الإسبان”.

وأشار إلى أن إسبانيا، فزعت من الانتصارات التي حققها المغرب مؤخرا على المستوى الدبلوماسي، كما تؤكد للجارة الشمالية، أن “قوة، وجرأة اللهجة التي يستعملها المغرب في الترافع عن حقه لم تأت من فراغ، وإنما من شيء ما يطبخ داخل كواليس التموقعات الإستراتيجية الدولية، هذا هو الشيء الذي تجهل إسبانيا مكامن ضرباته القادمة، لكنها متأكدة أن المغرب سوف ينجح في كسر هيبتها”.

وواصل البيان أن المغرب، يدخل “مستوى آخر من هذا الصراع، ومرحلة صعبة، والحرب النفسية أوقوى وأخطر، والأكيذ أن وصف وزيرة الدفاع الإسبانية للمغرب بالبلد العدو، هو منزلق خطير يعبر عن ارتباك واضح عند الإسبان، وذلك لتباين تصريحاتهم، ويعبر أيضا عن تعنت واضح من جيراننا الشماليين وتعويلهم الكبير على إرضاخ المغرب، وذلك بالدعم الأوروبي لهم”.

وشدد اليمين المغربي، على أن تصريح وزيرة الدفاع، أجج “بشكل كبير غضب المغرب، وسيزيد من حدة نبرته”، مضيفاً: “اليوم إسبانيا لا تستطيع قراءة مسار الأحداث، لأن المغرب لم يلعب أوراقه كاملة، كما لم يلعبها الإسبان، وبلا شك في خضم الصراعات الدولية، ليس هناك أي دولة تتحرك وحيدة دون مشاورات أو تحالفات، وبينما الإسبان داخل حليفهم الأوروبي على الخط، لا زال حلفاء المغرب غير مرئيين”.

واعتبر البيان أن المغرب، “أمام مرحلة مفصلية، مهما كانت خلفياتنا ومرجعياتنا، يجب أن نقف جنداً مجندين خلف القرارات السيادية المغربية، وكلنا ثقة في المقاربة التي تنهجها الدبلوماسية المغربية لإنهاء الأزمة متفوقة ومنتصرة لا منهزمة”، مسترسلاً: “نعلم ونعي حجم العدو الإسباني، لكن يجب ألا نغفل عن عدو آخر وهم الألمان، فألمانيا هي قلب الاتحاد الأوروبي، ويوم وقفنا في وجهها، وقفنا في وجه الأوربيين قاطبة”.

وإلى ذلك، يتابع البيان: “الشعب المغربي اليوم مطالب بالوقوف، إلى جانب الدولة وقفة رجل واحد وبقلب واحد، و مساندة قرارتها ودعمها كل من خلال موقعه، فجميع التوقعات والسيناريوهات المحتملة تشير إلى أن هناك طرفا كلاسيكيا يعمل على استغلال هذه الظرفية، ألا وهو جارة السوء الشرقية التي تحاول انتهاز انشغال المغرب بالتوتر الحاصل مع إسبانيا من خلال إستدراجه إلى مغامرة عسكرية”.

ونبه المصدر إلى أن ميليشيات البوليساريو بدأت “فعليا في إشعال فتيل نيرانها، من خلال تصعيد عملياتها الإرهابية مستهدفة الحزام الأمني الدفاعي في الصحراء المغربية، كما وجب الذكر بأن هنالك مؤشرات قوية تؤكد هذه الفرضية، أولا من خلال السوابق التاريخية للجزائر في هذا الشأن، حيث إنه كلما قام المغرب بالدفاع عن قضاياه المصيرية، إلا وتقوم الجزائر بطعنه من الظهر”.

وتابع: “كما أن الزيارة العسكرية التي قام بها قائد الجيش الجزائري مؤخرا إلى الناحية الثانية بوهران، وتصريحه بأن الجزائر على أهبة الاستعداد للتدخل العسكري إذا ما دعت الضرورة ذلك، بسبب تربص الاعداء والتهديدات التي يعرفها المحيط الإقليمي. فإننا داخل اليمين القومي المغربي نعتبرها تهديدا مباشرا للمغرب”.

وجدّد البيان، التأكيد على أن “الشعب المغربي في حاجة ماسة اليوم، إلى استحضار روح الوحدة والتآزر والقيم الوطنية المعروفة عليه، ملتفين حول العرش العلوي المجيد، مباركين خطواته السديدة ومساندين لقرارته الحكيمة، تأكيدا منا على التشبث الدائم بعقد البيعة التي يحملها كل فرد منا في عنقه وعلى عاتقه، ووفاء منا للعهد المتبادل الذي قطعه أسلافنا مع السلاطين العلويين الشرفاء الذين قادوا أمتنا المغربية العريقة منذ قرون عديدة مضت”.

وأطرى البيان، على “الروح الوطنية العالية، وبحس الانتماء العالي الذي أبان عنه الشعب المغربي قاطبة بشكل عام”، منبهين إلى عدم “الانسياق وراء أي نداء أو حملة مجهولة المصدر للخروج إلى الشارع بشكل يتعارض مع مقتضيات الدستور و القانون المغربي في هذا الصدد، وكذا حرصا منا، أولا على الامتثال التام للضوابط القانونية، ومن باب الاحتياط، حتى لا يتم الركوب على هذه الدعوات مجهولة المصدر من قبل الحركات والتيارات السياسية، والقوى الظلامية المتربصة بالوطن، و بسلامته واستقراره”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي