الهوية البصرية هي مجموعة من العناصر التصميمية والرموز التي تميز هوية منظمة أو مدينة أو علامة تجارية، مثل الشعار، الألوان، والخطوط، بهدف تعزيز التميز والتعرف على الكيان في وسائط مختلفة. فالهوية البصرية مفهوم جديد ظهر في مجال المال والاعمال والاقتصاد، وهو اليوم يغزو المجال الترابي ومجال المدينة.
فتصميم الهوية البصرية للمدينة يشمل العديد من العناصر مثل الشعارات، والألوان، والخطوط التوجيهية للتصميم، والهدف هو تعزيز صورة المدينة وتمييزها. ويمكن أن تكون هذه العناصر مستوحاة من الثقافة المحلية، والمعالم البارزة، والطبيعة البيئية للمدينة لتمثيلها بشكل فريد.
فبالإضافة إلى العناصر التصميمية، يمكن أن يشمل تصميم الهوية البصرية للمدينة استراتيجيات التسويق الترابي، والاتصال التي تعزز جوانبها الفريدة والجاذبية للزوار والمقيمين. كما يمكن أن يشمل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والحملات الترويجية، والفعاليات الثقافية لتعزيز تواجد المدينة بشكل فعّال.
إضافةً إلى ذلك، يمكن أن تتضمن الهوية البصرية للمدينة توجيهات لتطوير البنية التحتية والتصاميم المعمارية بطريقة تتناغم مع الهوية المرئية المعتمدة، مما يسهم في خلق تجربة شاملة للمجتمع والزوار.
ومع هذا كله، تعرف العديد من المجالس الترابية بمختلف مستوياتها، فشلا ذريعا في خلق الهوية البصرية للمدينة او الإقليم او الجهة، وذلك لعدة أسباب منها:
غياب الرؤية الاستراتيجية : عدم وجود رؤية واضحة للمدينة ومعالمها يمكن أن يؤدي إلى تشتت في تصميم الهوية البصرية وفقدان التمييز.
تغييرات في الإدارة والقيادة: التقلبات في القيادة والإدارة قد تسبب تغيرات متكررة في الرؤية والأهداف، مما يؤثر على استمرارية الهوية البصرية.
تجاهل المشاركة المجتمعية: عدم إشراك السكان المحليين في عملية تطوير الهوية يمكن أن يؤدي إلى فقدان الارتباط والتفاعل مع الهوية المحلية.
نقص التمويل: قد يكون التمويل الغير كافي عائقًا لتنفيذ استراتيجيات الهوية البصرية بشكل فعّال.
تنافس الصورة السلبية: إذا كانت المدينة تعاني من سمعة سلبية، قد يكون من الصعب بناء هوية إيجابية وجاذبة.
عدم التكامل: عدم تكامل العناصر المختلفة للهوية البصرية يمكن أن يخلق تشوش وتباين في التصوّر العام.
وتعتبر هذه الأخيرة من أهم الأسباب الحقيقية وراء فشل الهوية البصرية للمدينة.
إن ضعف الهوية البصرية للمدينة يعتبر عائقاً رئيسيا في تحقيق التنمية المحلية وتحقيق الرفاه الاقتصادي للسكان وتطوير الاقتصاد المحلي. فهوية المدينة تلعب دوراً هاماً في جذب السكان والسياح، وتعزيز الاستثمار المحلي والأنشطة التجارية. فهذه الأخيرة تساهم في :
جاذبية الاستثمار: فالشركات والمستثمرون يميلون إلى الاستثمار في المدن التي تمتلك هوية بصرية قوية وجاذبية تسويقية، حيث يمكن لهذه العناصر تحفيز النشاط الاقتصادي المحلي.
الجذب السياحي: الهوية البصرية الجذابة تلعب دوراً أساسيا في جذب السياح، مما يؤدي إلى زيادة في الإيرادات السياحية ودعم القطاعات ذات الصلة.
الهوية كمكون للمجتمع: تعزيز هوية المدينة يمكن أن يسهم في بناء روح المجتمع والفخر الوطني، مما يؤثر إيجابياً على الالتزام المجتمعي والمشاركة في الأنشطة المحلية.
تأثير على العمران: الهوية البصرية القوية يمكن أن تؤثر على تطوير العمران وتجديد المدينة، حيث يمكن أن تلهم التصاميم المعمارية وتخطيط المساحات العامة.
تعزيز التسويق السياحي والثقافي: الهوية البصرية تلعب دوراً هاما في التسويق للفعاليات الثقافية والفعاليات المحلية، مما يزيد من فرص التواصل الثقافي والاقتصادي.
لذا، يمكن أن يكون تعزيز الهوية البصرية عنصراً أساسياً لتحقيق التنمية المحلية وتعزيز استدامة المدينة.
وهناك العديد من التجارب الناجحة في خلق الهوية البصرية للمدن على مستوى الوطن العربي والدولي. من بين الأمثلة:
التجارب العربية
دبي، الإمارات العربية المتحدة :
نجاح في تسويق نفسها كوجهة عالمية للأعمال. والسياحة
استخدام الهوية البصرية لتمثيل التطور والرفاهية.
الدوحة، قطر:
- تطوير هوية قوية تعكس التراث والحداثة.
- ربط الهوية بالفعاليات الثقافية والرياضية الكبرى.
التجارب الدولية والعالمية
نيويورك، الولايات المتحدة: - هوية بصرية مميزة تمثل التنوع والحيوية الثقافية.
- استخدام قوي للألوان والرموز.
برلين، ألمانيا: - تحول هوية المدينة لتعكس التوحد بين الجزء الشرقي والغربي.
- استخدام الفنون الشارعية كعنصر من عناصر الهوية.
التجارب الرائدة في تكنولوجيا المدن
سيدني، أستراليا: - هوية بصرية تركز على المحيط والحياة البحرية.
- تطوير تطبيقات رقمية لتعزيز التفاعل بين السكان والمدينة.
طوكيو، اليابان: - هوية تعكس التوازن بين التقليد والحداثة.
- تكامل التكنولوجيا في تحسين تجربة الحياة اليومية.
تلك التجارب تبرز أهمية تواجد رؤية استراتيجية وتفاعل السكان والمجتمع المحلي في عملية تطوير الهوية البصرية.
خبير الاستراتيجية وقيادة التغيير
تعليقات الزوار ( 0 )