دقت مراكز تحاقن الدم بعدد من المدن المغربية ناقوس الخطر، بعد تسجيل أرقام ونسب جد منخفضة في عدد المتبرعين ومخزون المادة ‘’الحيوية’’ التي يتم استهلاكها يوميا، خاصة بالمدن الكبرى كالدار البيضاء، التي تشهد اقبالا كبيرا من المواطنين في حين تقلص عدد المتبرعين خلال جائحة كورونا.
ووفق تقرير لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، فإن عملية التبرع بالدم في المغرب، عرفت تطورا منذ سنة 2000 الى سنة 2017، بنسبة 3 في المئة سنويا، فيما سجلت الفترة الممتدة بين 2012 و2016، ارتفاع الطلب بنسبة 22 في المئة، مما شكل ثقلا على المخزون الوطني، تأثرت به عدد من المراكز التي تستقطب أعدادا كبيرة من المواطنين.
وسجل التقرير، أن عدد المتبرعين بالمغرب، بلغ 9,3 متبرع لكل ألف نسمة خلال سنة 2016، و الذي يعد رقما أقل من المعدل العالمي للدول المتوسطة الدخل، والتي بلغ فيها عدد المتبرعين11,7 لكل ألف نسمة.
عدد المتبرعين بالدار البيضاء انخفض بسبب كورونا
أكدت أمال دريد، مديرة مركز تحاقن الدم بمدينة الدار البيضاء، على أن ‘’ وضعية مخزون الدم بالمركز، تأثرت بشكل كبير بجائحة كورونا، وأن عدد المتبرعين تقلص بشكل كبير منذ إعلان حالة الطوارئ وتدابير الحجر الصحي بالمغرب، حيث انخفض بشكل كبير عدد المتبرعين مقارنة مع سنة 2019، التي كان عدد المتبرعين يتراوح بين 250 و 300 متبرع، ليصل الى 100 و 120 متبرع خلال سنة 2020 ‘’.
وأضافت الدكتورة في تصريح لجريدة ‘’بناصا’’ أن ‘’ الاستهلاك بجهة الدار البيضاء يفوق 30 في المئة على الصعيد الوطني، بسبب الطلب الكبير، واستقبال طلبات من كافة أنحاء المغرب، حيث تتم تلبية 78 في المئة من عدد الطلبات والتي وصلت الى 400 كيس فاليوم، وهذا انجاز كبير’’ على حد تعبيرها.
وأشارت مديرة مركز تحاقن الدم بمدينة الدار البيضاء، إلى أنه تمت الاستعانة بالمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يتابعهم أكثر من مليوني مغربي، من أجل التحسيس بضرورة التبرع بالدم، وزرع ثقافة التبرع لدى متابعيهم، اضافة الى استراتيجية مراكز القرب بأحياء سيدي عثمان، ومديونة، ودار بوعزة، والحي الحسني ببرشيد، لتقريب العملية من المواطنين، كما تم توقيع اتفاقية مع ولاية الأمن، فعاليات المجتمع المدني، بالإضافة الى فقرات تحسيسية بوسائل الاعلام والفايسبوك.
الشائعات و التبرع
وفي ذات السياق، أكدت المديرة على أن ‘’المواطنين يخافون من التبرع بسبب الإشاعات التي يتم ترويجها، أهمها (الإشاعات) أن الدم يتم بيعه، وأن الكمية التي يتم التبرع بها تفوق لترين، في حين أن الحقيقة لا تتجاوز 450 مللتر وبهذا الكمية يمكن إنقاذ ثلاثة أرواح، ومقابل هذه الأكياس هو 290 درهم للصفائح، و360 درهم للكريات الحمراء، هذه المبالغ لا تغطي سوى ثلث القيمة المالية الاجمالية لعملية التحليل والتخزين والتوضيب’’.
وشددت الدكتورة أمال دريد، على ضرورة زرع ثقافة التبرع بين المواطنين، من أجل انقاذ حياة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، ويحتاجون الى كميات مهمة من الدماء يوميا، والتي لا يمكن شراؤها من الصيدليات، اضافة الى وجود فصائل نادرة’’.
تعليقات الزوار ( 0 )