أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، أن إعادة إنعاش الاقتصاد العالمي بعد صدمتي كوفيد-19 والصراع الروسي-الأوكراني، سيكون في صلب المحادثات خلال الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، المرتقبة بمراكش خلال شهر أكتوبر المقبل.
وأوضحت جورجييفا، في حوار خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش زيارتها للمغرب، أن “هذه الظرفية مارست ضغطا على الاقتصاد العالمي من أجل اتخاذ تدابير بغية خلق فرص الشغل”.
وأشارت إلى أن الأمر يتعلق كذلك بمناقشة كيفية تعزيز التعاون الدولي، مضيفة: “نحن بحاجة إلى بعضنا البعض أكثر من أي وقت مضى”.
وقالت إنه “في مواجهة آثار التغير المناخي، وارتفاع معدلات الدين في بلدان عدة، والذكاء الاصطناعي الذي يمثل فرصة وعامل خطر في الوقت نفسه، فإن العالم مطالب برفع العديد من التحديات”.
وبعد أن سجلت أن تجزئة العالم ووقوع العديد من التوترات بين البلدان، اعتبرت جورجييفا أن هذه الاجتماعات السنوية تمثل فرصة للـ190 عضوا بصندوق النقد الدولي لإحداث جسر لمواجهة هذه التحديات على نحو مشترك.
كما عبرت عن امتنانها لوزيرة الاقتصاد والمالية وبنك المغرب على الجهود الاستثنائية التي بذلاها تحت رئاسة رئيس الحكومة من أجل ضمان إنجاح هذه الاجتماعات.
وأفادت بأن “الاستعدادات تسير على نحو جيد جدا. وقد أتيحت لي فرصة زيارة موقع “باب إغلي” حيث سيتم تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي”، مؤكدة أن كل شيء سيكون جاهزا بحلول شهر شتنبر بغية إخضاع الاستعدادات للتجربة قبل انعقاد الاجتماعات.
وأوردت أن المغرب، الذي يقع عند مفترق الطرق بين إفريقيا وأوروبا، سيظهر للعالم صورته المشرقة، بتقاليده الراسخة وتاريخه الغني واقتصاده الحيوي.
كما أعربت جورجييفا عن ارتياحها “للقائها مع 500 طالب متطوع الذين تمت تعبئتهم بمناسبة الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والذين يعتبرون بمثابة سفراء “رائعين” للمغرب”.
وتابعت جوجييفا: “ناقشت مع مسؤولين مغاربة ما نرغب في إنجازه خلال هذه الاجتماعات، التي تسجل عودتها إلى بلد إفريقي بعد نصف قرن، وكذا الكيفية التي يمكن للمغرب وإفريقيا الاستفادة منها”.
وأشارت جورجييفا إلى أن المغرب سيستقبل المجتمع المالي الدولي. إذ يتعلق الأمر بكأس العالم للمالية، سيتم تنظيمها بالمملكة، وهي فرصة ينبغي اغتنامها.
وخلال هذه الزيارة، عقدت جورجييفا عدة لقاءات وأنشطة، من بينها المشاركة في مائدة مستديرة رفيعة المستوى حول العملات الرقمية للبنك المركزي، نظمها بنك المغرب وصندوق النقد الدولي.
وتسجل الاجتماعات السنوية بمراكش عودتها إلى بلد إفريقي بعد نصف قرن. وينتظر أن يشارك في هذه الدورة أزيد من 15 ألف مشارك رفيع المستوى، من بينهم وزراء الاقتصاد والمالية ومحافظو البنوك المركزية للبلدان الأعضاء، إضافة إلى ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص ووسائل الإعلام الدولية وكذا العالم الأكاديمي.
تعليقات الزوار ( 0 )