“قليل من الفن مع العلم أنفع بكثير من الفن بدون علم”.. بهذه العبارة اختار الفنان والنحات الشاب عبد العزيز فتيشي، أن يُعيد ملامح الحياة والتاريخ بأنامله الذهبية لبعض الحيوانات التي عُثر على بقاياها المتحجرة منذ 80 ألف سنة أو ما يزيد بعين بني مطهر.
وبفضل المهارات الفنية والتقنية والخيال الواسع للفنان عبد العزيز فتيشي، الذي ساهم مؤخرا بكلية العلوم بوجدة إلى جانب باحثين في علم الآثار، نظير حسن اوراغ في إعادة بعض ملامح التاريخ الطبيعي عبر نحت مجسمات لحيوانات ما قبل التاريخ بكلية العلوم بوجدة.
وكشف النحات عبد العزيز فتيشي ابن مدينة أيت ملول، “أنه بفضل هذا العمل المشترك مع الباحثين، حاولنا تقريب صورة بعض حيوانات ما قبل التاريخ التي كانت تعيش بجهة الشرق للمختص والمواطن العادي”.
وأضاف فتيشي، في تصريحه لجريدة “بناصا”، “أنّ الهدف من وراء هذا العمل يكمن في التعريف بثراتنا الطبيعي الغني، وثانيا تثمينه والحفاظ والحفاظ عليه، وثالثا جعله وسيلة للتنمية الثقافية والاقتصادية”.
وأوضح المتحدث ذاته، “أنّ المقاييس والأبحاث الميدانية التي قام بها الأساتذة الباحثين، نظير طول المجسمات وعرضها وطول الساقين وجميع التفاصيل الدقيقة، مكنته من تحديد وتشكيل أحجام المُسْتَحَاثَات أو الأحافير الخمسة التي تم العثور عليها بالجهة الشرقية.
واستغرق نحت الأحافير، يُردف فتيشي، “مدة شهر تقريبا، في بيئة جيدة وملائمة للعمل، بحضور عميد الكلية والأساتذة الباحثين الذين وفروا مكان مناسب للإبداع”.
وتابع النحات المغربي، “أنه لم يجد أي صعوبة في مراحل الاشتغال على المجسمات، من طي الحديد و التلحيم، وجمع الهيكل وتطبيق الاسمنت عليه، والقيام بعملية نقش التفاصيل، أو الصباغة بحسب اللون المتفق عليه”.
وقام الفنان والنحات فتيشي، بنحت ثور بري (Aurochs)، وهو حيوان ثديي ضخم منقرض من عائلة البقريات، يبلغ علوه حوالي مترين، اكتشفت بقاياه العظمية للمرة الأولى بشرق المغرب بالجماعة الترابية لعين بني مظهر، خلال الابحاث الميدانية لسنة 2014، ولقد عاش بالمنطقة خلال العصر البليستوني السفلي.
كما قام فتيشي، بنحت وحيد القرن الأبيض (White Rhinoceros)، من فصيلة الكركدنيات، يألف الأراضي المعشبة القريبة من الانهار وبرك المياه قبل 80 ألف سنة.
وتم أيضا نحت فيل ما قبل التاريخ (أنانكوس)، وهو جنس منقرض من عالم الفيلة تم العثور عليه في الجماعة الترابية لكافايت بإقليم جرادة بالمغرب الشرقي يرجع إلى 2.8 مليون سنة.
تعليقات الزوار ( 0 )