طالب المكفوفون المغاربة بوضع برنامج خاص من أجل حمايتهم من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وتخفيف الانعكاسات الاجتماعية المترتبة عن الجائحة التي يعاني منها المغرب منذ شهر مارس الماضي، والتي أجبرت السلطات على فرض إجراءات خاصة بالمرحلة.
وزادت الظرفية الاستثنائية التي تشهدها المملكة، في ظل تفشي كوفيد-19، من معاناة هذه الفئة، التي وجدت صعوبة بالغة في الالتزام بالإجراءات المعلنة من طرف الجهات الوصية، من تباعد اجتماعي وارتداء الكمامة، إلى جانب مشاركتهم في الدراسة عن بعد.
وقال عبد الرزاق توكة، رئيس جمعية الهدف وأمين مال الاتحاد العربي للمكفوفين، في تصريح صُحفي، إن المكفوفين يمنون النفس بأن تتحرك الجهات الوصية وتضع برنامجا خاصا لحمايتهم من فيروس كورونا، ولتستفيد هذه الفئة من إستراتيجية تراعي وضعيتهم على المستوى الاجتماعي.
وأضاف توكة، بأن فئة كبيرة من المكفوفين يصعب عليها لالتزام بالإجراءات الوقائية وشروط السلامة الصحية التي وضعتها الجهات وزارة الصحة، نظرا لأن غالبيتهم يحتاجون لمساعدة الغير من أجل إنجاز العديد من الأعمال اليومية، مثل عبور الشارع، أو التنقل، متابعاً، بأن وجه تصورا للاتحاد العربي من أجل توحيد إستراتيجية العمل في كافة الدول العربية، بحكم تشابه الوضع.
وأشار المتحدث في ذات التصريح، إلى أن غالبية المكفوفين في المغرب والبالغ عددهم حوالي 600 ألف، يعانون من وضع مادي جد متدهور ويقبعون في الفقر، وزادت الظرفية الحالية التي يعرفها المغرب في ظل تفشي فيروس كورونا، من تأزيم وضعيتهم.
ونبه إلى أن المكفوفين، لم تتمكن من الاستفادة من غالبية البرامج التي وجهت للمواطنين خلال فترة الطوارئ والحجر الصحيين، وعلى رأسها التعليم عن بعد، الذي اعتمد على الصورة بدرجة أولى، في الوقت الذي تحتاج هذه الفئة إلى الصوت أو كتابة “باريل”.
هذا، ووجه الاتحاد العربي للمكفوفين، تقريرا مفصلا إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والمسؤولين في الدول المنضوية تحت لوائها، يتضمن الحاجة الماسة لهذه الفئة في الحصول على المعلومات الصحية التي توجه لباقي أفراد المتجمع لمواجهة وباء كورونا، بالوسائل المراعية لوضعيتهم.
وتطرق التقرير إلى المعاناة التي يتعرض لها المكفوفون، من عنف أسري وما يترتب عنه من مشاكل نفسية، التي زادت من حدتها فترة الحجر الصحي التي دامت لأكثر من ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى صعوبة انضباط هذه الفئة لإجراءات الوقاية والسلامة الصخية، نظرا لحاجتهم الضرورية لمساعدة الآخر.
وأوضح التقرير، بأن المكفوفين يجدون صعوبة بالغة في ارتداء الكمامات، بحكم حاجتهم لحاسة الشم لمواجهة بعض الأخطار التي قد تعترضهم في الحياة اليومية، مطالبا بـ”إدراج الأمور المتعلقة بهذه الفئة، في الإستراتيجية الخاصة بالوقاية من كورونا، ومعالجة الآثار الناجمة عنه، في كل دولة على حدة.
وحثّ الاتحاد العربي للمكفوفين، على ضرورة تطبيق المواد المنصوص عليه في الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بالأخص في الشق المتعلق بمراعاة ظروفهم خلال فترة الوباء، عبر تقديم التعليم وتوفير مناصب الشغل، مشددا على ضرورة سعي الدولة لتقديم تسهيلات لهذه الفئة، في تسديد المستحقات الشهرية المختلفة.
تعليقات الزوار ( 0 )