تسببت جائحة كورونا في بطالة فئات كبيرة من المجتمع المغربي، وعمقت من حجم المعاناة والماسي التي تتخبط فيها معظم العائلات المغربية التي يشتغل أبناؤها في مهن، شملها ‘’التوقيف’’ الاضطراري الذي فرضته التدابير الاحترازية المعلنة من قبل السلطات.
وفي ذات السياق، تشهد مقاهي المدن الكبرى، ظاهرة جديدة، بعد خروج ‘’فناني الشعب’’ على شكل مجموعات أو أفراد، من أجل تقديم معزوفاتهم الغنائية، وإبداعهم للعامة، بعدما ضاقت بهم السبل، خصوصا بعد إعلان الساعة الثامنة موعدا لإغلاق المقاهي والإغلاق الكلي للملاهي الليلية وإلغاء عدد من التظاهرات الفنية و الثقافية، التي كانت المصدر الأول للقوت اليومي.
معاناة، زادت من حجم البطالة في صفوف الفنانين، ودفعت الكثير منهم الى اتوجه الى حرف أخرى، بعدما ضاقت بهم السبل، وأرغمت الكثيرين على امتهان ‘’فناني الموقف’’ أمامي المقاهي والمحلات التجارية، لعلهم يحصلون على بض دراهم، يسدون بها رمقهم.
عبد العالي الخليفي، رئيس الفرع الجهوي لاتحاد الموسيقيين المغاربة، بجهة سوس ماسة، أكد على أن المشتغلين في القاع يموتون ببطء بسبب التوقف التام للتظاهرات الفنية والثقافية، علما أن نفس المشكل وقع بالعالم أسره، وأوجدوا له حلولا، مثلا في فرنسا تقام الأعراس و التظاهرات بحضور الفنانين والموسيقيين، مع احترام تام للتدابير الاحترازية، كما هو الشأن بالنسبة لعدد من الدول العربية التي سمحت بتنظيم حفلات داخل الفنادق والملاهي الليلية’’.
وتساءل الخليفي، خلال تصريحه لمنبر “بناصا”، عن ‘’صمت الحكومة في ظل الأوضاع المزرية التي يعيشها الموسيقيون، في غياب تام لأي مبادرة من أجل انقاذ المشتغلين في القطاع، حيث وصل الأمر بالعديد منهم الى الطلاق، والانتحار، وأرغم عددا منهم على الإفراغ بسبب عدم دفع سومة الكراء، علما أن الأماكن العمومية والمقاهي وسهرات التلفزيون والحافلات ووسائل النقل، تشهد اكتظاظا كبيرا للمواطنين، ولم يتم منعهم من الاحتفال، في حين تم توقيف كل التظاهرات التي من شأنها اعادة الروح الى القطاع، وفق الالتزام بالتدابير الاحترازية’’.
وعلاقة بمستقبل المجال، شدد رئيس الفرع الجهوي لاتحاد الموسيقيين المغاربة، على أن الأمل الوحيد معلق على قرارات جلالة الملك، و عدم وجود أي مبادرة من الحكومة لإنقاذ المهنيين، ستأزم الوضع و تدفع الكثيرين الى مصير مجهول’’ على حد تعبيره.
تعليقات الزوار ( 0 )