Share
  • Link copied

المغرب يقتحم السوق اليابانية الفاخرة بالحمضيات: “نادوركوت” تقود اختراقًا استراتيجيًا في آسيا وفتحًا جديدًا أمام الصادرات الفلاحية المغربية

في تطور يعكس تنامي الحضور المغربي على خارطة التصدير الدولية، أعلنت مؤسسة Morocco Foodex عن أول عملية تصدير رسمية للحمضيات المغربية نحو السوق اليابانية، وهو ما يشكّل إنجازًا اقتصاديًا نوعيًا بالنظر إلى متطلبات هذا السوق المعروف بتعقيده وصعوبة اختراقه.

العملية التي شملت تصدير شحنة من فاكهة نادوركوت، تأتي في سياق جهود مغربية حثيثة لتنويع الأسواق وتقليص الاعتماد على الشركاء التقليديين في أوروبا وأمريكا الشمالية، وهو ما يندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية لتطوير الصادرات الفلاحية وتوسيع نطاقها الجغرافي.

السوق اليابانية، المصنفة كأحد أكثر الأسواق العالمية تطلبًا في ما يخص المعايير الصحية وسلاسل التتبع والجودة، تعتبر محطة اختبار حقيقية لأي منتج زراعي يرغب في اكتساب صفة “العالمية”.

وقد تمكنت الحمضيات المغربية من تجاوز هذه الحواجز الصارمة، وهو ما يعكس مدى تطور القطاع الفلاحي المغربي، سواء من حيث الجودة أو التنافسية أو التقنيات المعتمدة في الإنتاج والتعبئة والتغليف.

وأكد بلاغ لمؤسسة Morocco Foodex أن دخول الحمضيات المغربية إلى اليابان “يعد مؤشراً على مدى نجاعة المنظومة الفلاحية المغربية، وقدرتها على ولوج أسواق غير تقليدية بمتطلبات عالية”.

فاكهة “نادوركوت”، التي تُنتج أساسًا في جهة الشرق، شكلت رأس حربة هذا الدخول إلى السوق اليابانية، حيث لاقت استحسانًا كبيرًا من طرف المستوردين والمستهلكين على حد سواء، بفضل مذاقها المميز ومظهرها الجذاب.

وفي هذا الصدد، عبّر “يويتشي فوكودا”، أحد أبرز المستوردين اليابانيين، عن ثقته في آفاق توسع الحمضيات المغربية داخل السوق اليابانية، مشيرًا إلى “الإعجاب المتزايد من قبل المستهلكين اليابانيين بجودة المنتوج المغربي”.

ولتعزيز هذا التقدم، أطلقت Morocco Foodex بعثة اقتصادية مكونة من عشرة مصدرين مغاربة نحو طوكيو خلال شهر أبريل، في خطوة تهدف إلى بناء شراكات مستدامة مع الفاعلين اليابانيين.

وتشمل المبادرة تنظيم لقاءات مهنية ثنائية، زيارات ميدانية للأسواق الكبرى، وحملة ترويجية مصممة خصيصًا للتعريف بالعرض المغربي من الحمضيات.

هذا التقدم الجديد يكتسي أهمية اقتصادية مزدوجة: فمن جهة، يُسهم في توسيع رقعة الأسواق التصديرية المغربية نحو آسيا، وهي منطقة ذات قدرة شرائية مرتفعة وتنوع استهلاكي متزايد؛ ومن جهة أخرى، فإنه يعزز من قدرة المغرب على تصدير منتجات فلاحية ذات قيمة مضافة أعلى، بدل الاقتصار على المواد الخام أو الأسواق التقليدية.

وتجدر الإشارة إلى أن اليابان تُعد الزبون الثالث عشر للمنتجات الغذائية المغربية، ما يفتح المجال أمام رفع هذه المرتبة في السنوات القادمة إذا ما استمرت الدينامية التصديرية الحالية بنفس الوتيرة.

Share
  • Link copied
المقال التالي