كشفت صحيفة The Telegraph البريطانية، في تقرير موسّع نُشر يوم أمس (الثلاثاء) 3 يونيو 2025، أن المغرب يعيش “نهضة سياحية مذهلة” جعلته يستعيد مكانته العالمية كإحدى أكثر الوجهات سحرًا وتنوعًا في العالم، مسجّلةً أن المملكة باتت “تغزو قلوب السياح مجددًا” بعد تجاوزها لعقود من التحديات.
الصحيفة البريطانية، التي رافقت كاتبتها Paula Hardy في رحلة ميدانية بين مدن المغرب، سلطت الضوء على الطفرة السياحية غير المسبوقة التي تشهدها البلاد، من خلال مهرجانات روحية في فاس، وورشات التصميم في مراكش، وتجارب الرفاهية في تامودا باي، وصولاً إلى رحلات الاستكشاف في الصحراء المغربية وركوب الأمواج في الداخلة.
أرقام قياسية وتحوّل نوعي
وبحسب التقرير، حقق المغرب رقمًا قياسيًا خلال الربع الأول من 2025، باستقطابه 5.7 ملايين سائح، بزيادة 23% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، الذي بدوره عرف وصول 17.1 مليون زائر سنة 2024، ما جعل المغرب يتفوق على كل من مصر وجنوب إفريقيا، ليعتلي صدارة الوجهات السياحية في القارة.
واستنادا إلى الصحيفة ذاتها، فإن هذه الطفرة لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة استراتيجيات متقنة، من ضمنها حملات ترويجية سينمائية عالمية، وبروز المغرب في نصف نهائي كأس العالم 2022، إضافة إلى البنيات التحتية الجذابة، وتنويع العرض السياحي بين الثقافة، الرفاهية، المغامرة، والتصوف.
فاس… مدينة الأصالة التي تبهر العالم
ومن أبرز المحطات التي وثّقتها الصحيفة، مشاركتها في مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، الذي حضرته شخصيات مرموقة، من ضمنها الأميرة لالة حسناء، حيث كان موضوع الدورة “النهضات”، في إشارة رمزية إلى “نهضة المغرب السياحية والثقافية”.
ولم تُخفِ الكاتبة إعجابها بأسواق فاس العتيقة، وزيارتها لجامعة القرويين، أقدم جامعة في العالم، وتجولها في أزقة المدينة العريقة التي تحتوي على 9700 زقاق، وهو ما يمنحها سحرًا فريداً لا يشبه أي مدينة أخرى.
الداخلة وطنجة وتامودا… المغرب المتجدد
وأشاد التقرير بالبنية الجوية المتطورة التي تُسهّل التنقل بين مختلف مناطق المغرب، حيث أصبحت الرحلات من مراكش إلى الداخلة، أو من الرباط إلى ورزازات، لا تتجاوز ساعات قليلة، ما يفتح آفاقًا جديدة للسياحة الداخلية والخارجية.
من جهة أخرى، اعتبرت الصحيفة أن مدنًا مثل طنجة وتامودا باي أصبحت تنافس الوجهات الأوروبية الراقية، بفضل افتتاح مؤسسات فندقية عالمية مثل فور سيزونز، هيلتون، نوبو، ورويال منصور، وتطور مفهوم السياحة الصحية و”الرفاهية العلاجية”.
“المغرب يلمس الزائر قبل أن يُبهره”
وفي خاتمة التقرير، نقلت الصحفية عن أحد مؤسسي شركة “Inclusive Morocco”، قوله إن “المغرب لا يُقدّم فقط مناظر خلابة وتجارب فاخرة، بل يُشعرك بالدفء والصدق والإنسانية… وهذا ما يُميّزه عن باقي الوجهات”.
تعليقات الزوار ( 0 )