في خطوة جديدة تعكس تصاعد الدينامية العسكرية للمغرب في محيط إقليمي متوتر، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الاثنين 15 أبريل 2025، على صفقة محتملة لبيع صواريخ “FIM-92K Stinger Block I” إلى المملكة المغربية، بقيمة تقديرية تبلغ 825 مليون دولار، وفق ما أعلنت عنه وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية (DSCA).
600 صاروخ لتعزيز الدفاع الجوي قصير المدى
وتشمل الصفقة 600 صاروخ من طراز “ستينغر”، بالإضافة إلى معدات دعم ولوجستيك وخدمات فنية وهندسية يقدمها كل من الحكومة الأمريكية وشركات متخصصة، أبرزها “RTX Corporation” بمدينة توسان، و”لوكهيد مارتن” في سيراكيوز، ولاية نيويورك.

وتهدف هذه الصفقة إلى تعزيز قدرات الجيش المغربي في الدفاع الجوي القصير المدى، في سياق تحديث شامل تعرفه القوات المسلحة الملكية، وتوسيع خيارات الردع في مواجهة التهديدات الجوية الحديثة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والصواريخ منخفضة الارتفاع.
شراكة استراتيجية تتعمق
واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الصفقة ستدعم الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية لواشنطن، من خلال تعزيز دفاعات أحد أهم الحلفاء من خارج حلف الناتو، والذي يشكل، حسب البيان، “قوة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في شمال إفريقيا”.
وتأتي هذه الخطوة لتعميق التعاون العسكري المغربي-الأمريكي، الذي شهد في السنوات الأخيرة طفرة نوعية، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في دجنبر 2020، والدعم المتواصل لمقترح الحكم الذاتي كحل للنزاع الإقليمي.
رسائل متعددة الأبعاد
ولا يُتوقع أن تغيّر هذه الصفقة “التوازن العسكري في المنطقة”، وفق البيان الأمريكي، لكنها تُرسل رسائل استراتيجية قوية إلى محيط الرباط الإقليمي، وخصوصًا إلى الجزائر، التي تعيش بدورها سباقًا تسلحيًا متسارعًا مع روسيا والصين.
وتمثل صواريخ “ستينغر” سلاحًا فعالًا ومجربًا في ساحات المعارك، خصوصًا ضد الطائرات منخفضة الارتفاع والطائرات دون طيار، مما يمنح المغرب قدرة دفاعية متقدمة في ظل تزايد التهديدات الأمنية غير التقليدية في المنطقة.
صفقة بدون آثار جانبية
وأكدت السلطات الأمريكية أن الصفقة لن تؤثر على جاهزية الدفاع الأمريكي، ولا تتطلب إرسال أي قوات أو خبراء أمريكيين إلى المغرب.
كما لم تُدرج أي ترتيبات لتعويضات صناعية أو اقتصادية (Offsets) في المرحلة الحالية، تاركة المجال مفتوحًا أمام مفاوضات مستقبلية بين المغرب والمقاولين.
المغرب يعيد تشكيل منظومته الدفاعية
وتأتي هذه الصفقة في إطار استراتيجية مغربية شاملة لإعادة هيكلة وتحديث المنظومة الدفاعية، شملت مؤخرًا اقتناء منظومات رادارية متقدمة، وطائرات مسيّرة هجومية، ومنظومات دفاع صاروخي متوسطة وبعيدة المدى من شركاء متعددين، من بينهم إسرائيل والصين والهند.
وفي ظل اشتداد التوتر الإقليمي، وتعاظم التحديات الأمنية العابرة للحدود، يراهن المغرب على جاهزية قواته المسلحة كضمانة للاستقرار السيادي والتوازن الاستراتيجي، ضمن رؤية دفاعية مرنة ومتعددة الأبعاد.
تعليقات الزوار ( 0 )