شارك المقال
  • تم النسخ

المغرب يضع شروطا على طاولة إسبانيا لإعادة فتح حدود ثغري سبتة ومليلة

أوردت صحيفة “الإسبانيول” أن المغرب لا ينوي إعادة فتح حدود ثغري سبتة ومليلية، إلى أن ترضخ حكومة مدريد لمطالب المغرب المتمثلة في الاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت الصحيفة الإسبانية في تقرير لها (الأحد) ، إن نوايا المغرب فيما يتعلق بالحدود مع إسبانيا هي الإبقاء على الإغلاق إلى أجل غير مسمى، كما كان يفعل مع الجزائر منذ 27 عامًا، على الأقل حتى تقبل مدريد  ببعض شروط الرباط.

وأوضحت القصاصة الإخبارية، أن الحكومة المغربية  تخطط بشكل تدريجي للنموذج الاقتصادي للمنطقة الشمالية، التي تعتمد على التجارة عبر المعابر الحدودية ، كما تسعى لتطوير المناطق الشرقية والوسطى من البلاد وتحسين المستوى الاقتصادي لسكانها، وإنشاء شركات تساهم في التوظيف في المنطقة.

وسجل تقرير الصحيفة مدى استمرارية تعزيز ميناء طنجة المتوسط ​​وتطوير ميناء الناظور، لافتة إلى مخاوف حُكام ثغري سبتة ومليلية المحتلتين، الذين يخشون استبعاد المدينتين من عملية “عملية مرحبا” 2021، والتي تمكن المدينتين من جني فوائد اقتصادية جمّة.

تأجيل القمة المشتركة.. تأجيل الحسم في القضايا العالقة

ويرى عبد العالي بنلياس، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن تأجيل اجتماعات القمة بين المغرب وإسبانيا سوف تؤجل الحسم في عدد من القضايا العالقة، وفي مقدمتها الإعلان من جانب المغرب ترسيم حدوده البحرية وإغلاق معبري سبتة ومليلية والذي كان بسبب تفشي وباء كوفيد 19.

وأوضح بنلياس، في حديث مع “بناصا” أنه في الفترة الممتدة بين إغلاق هذه الحدود، وقعت بعض الأحداث السياسية المهمة التي أرخت بضلالها على العلاقات المغربية الإسبانية، وفي مقدمتها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية.

ومن ثم، يضيف المصدر ذاته، فإن السياسة الخارجية لكل دولة تقوم على التفاعلات التي تعرفها بعض القضايا والملفات مع مصالحها الإستراتجية والمبدئية والقومية لكل دولة، ومن هذا المنظور فإن المغرب يحاول أن يوظف هذه الحالة السياسية الجديدة لينتزع مكاسب تعزز وحدته الترابية.

كما أن المملكة تسعى إلى توسيع دائرة الدول التي تعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، من خلال استعمال مختلف الضغوط التي يمكن أن تدفع إسبانيا إلى تغيير موقفها لتصطف بجانب أطروحة المغرب الداعية إلى تطبيق الحكم الذاتي بأقاليمه الجنوبية.

تنمية الأقاليم الشمالية للمملكة

وأشار الخبير في العلوم السياسية إلى أن سياسة المغرب من عقدين من الزمن قامت على تنمية المناطق الشمالية المطلة على إسبانيا، من خلال عدد من المشاريع المهيكلة كميناء طنجة المتوسط الذي يعمل على توسيعه باستمرار ليشكل أحد الموانئ الكبرى على المستوى الدولي والإقليمي، ومشروع ميناء الناظور.

ويعمل المغرب أيضا على إحداث عدد من المناطق الصناعية التي تستقطب الاستثمارات الأجنبية، وفي مقدمتها قطاع صناعة السيارات، فضلا عن تحديث بنيتها التحتية والفندقية، بشكل يجعل المنطقة الشمالية منطقة منافسة لبعض القطاعات في إسبانيا، ومنطقة لها جاذبيتها ومكانتها في عالم المال والاقتصاد والسياحة.

كما أن قرار وضع حد لظاهرة التهريب من خلال الثغريين المحتلين يدخل ضمن هذه الرؤيا الإستراتجية، بجعل المنطقة الشمالية تعتمد في أنشطتها الاقتصادية على الأنشطة الذاتية المرتبطة بالدورة الاقتصادية الوطنية، وليس على التهريب الذي تستفيد منه بشكل كبير إسبانيا، وفق المصدر ذاته.

واعتبر عبد العالي بنلياس، أن كل هذه القرارات والسياسات المشروعة التي نهجها المغرب مست بشكل أو بآخر مصالح إسبانيا، ومن ثم فإن إسبانيا متضايقة من هذه التحولات وتستعجل عقد اجتماع القمة بين الرباط ومدريد لطرح هذه القضايا.

وخلص أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى أن المغرب له كذلك مطالب محددة من إسبانيا، وهي الاعتراف الواضح بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية والتعامل معه على أساس قاعدة “رابح رابح”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي