المغرب يصدر خبرته المينائية إلى ليبيريا: شراكة استراتيجية تعزز النفوذ الاقتصادي المغربي في غرب إفريقيا

في خطوة تعزز الحضور المغربي في إفريقيا وتعكس الثقة المتزايدة في خبراته المينائية، أبرمت ليبيريا اتفاقاً مع شركة Tanger Med Engineering المغربية، يروم إعادة تأهيل وتحديث ميناءي مونروفيا وبوتشان، ضمن رؤية استراتيجية لتطوير البنية التحتية البحرية وتحسين تنافسية البلاد في مجال الخدمات اللوجستية.

وجرى توقيع الاتفاق في مدينة طنجة بحضور وفد ليبيري رسمي رفيع، ضم برلمانيين ومسؤولين في الوكالة الوطنية للموانئ الليبيرية، إلى جانب السلك الدبلوماسي الليبيري المعتمد بالمغرب.

واستنادا إلى الصحافة الليبيرية، فإن هذه الخطوة تعد امتدادًا للدبلوماسية الاقتصادية المغربية التي باتت توظف بنجاح خبرتها الميدانية في البنى التحتية الكبرى لتعزيز حضورها بإفريقيا.

الاتفاقية، المبنية على مخطط رئيسي أنجز بالتعاون التقني بين الطرفين، تشمل تحديث الأرصفة، وتوسيع طاقة الحاويات، وبناء مناطق لوجستية جديدة، إضافة إلى رقمنة العمليات وتعزيز الأمن المينائي، مع اعتماد الطاقات المتجددة كجزء من التوجه نحو موانئ خضراء ومستدامة.

وتراهن ليبيريا، من خلال هذه الشراكة، على تقليص زمن انتظار البضائع، وتخفيض تكاليف الشحن، واستقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، ما سيمكنها من تعزيز مكانتها كمركز بحري إقليمي يخدم دولًا حبيسة مثل مالي وغينيا.

ويمثل هذا المشروع نموذجًا واضحًا لتحول المغرب من مجرد فاعل في التبادل التجاري مع إفريقيا إلى شريك تنموي يقدم حلولًا ميدانية متقدمة. فميناء طنجة المتوسطي، الذي بات من بين الأكبر في البحر الأبيض المتوسط، لم يعد فقط منصة عبور للسلع، بل أصبح مرجعًا في التخطيط المينائي والتدبير الهندسي، تصدر خبراته إلى العمق الإفريقي.

وتحمل هذه الاتفاقية أبعادًا استراتيجية مزدوجة: فهي أولًا تؤكد نجاح المغرب في بناء نموذج مينائي تنافسي يُحتذى به، وثانيًا تعكس تنامي دوره الجيو-اقتصادي في غرب إفريقيا، خاصة في ظل التنافس الدولي المتزايد على مشاريع البنية التحتية بالقارة.

وتنسجم هذه الشراكة مع التوجه المغربي لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، ومع الرؤية الملكية الرامية إلى جعل المغرب جسرًا للتنمية بين إفريقيا وأوروبا.

وبتوقيع اتفاقية تطوير موانئ ليبيريا، يؤكد المغرب مجددًا أن نفوذه الإفريقي لم يعد يقتصر على الأبعاد السياسية والدبلوماسية، بل أصبح يرتكز أيضًا على مشاريع ملموسة تترجم شراكة مربحة للطرفين، وتفتح آفاقًا جديدة لتكامل اقتصادي إفريقي متوازن.