شهد الموسم الدراسي 2025/2026 دينامية تربوية غير مسبوقة في تاريخ المنظومة التعليمية المغربية، بعد تسجيل توسع ملحوظ في البنية التحتية، خاصة في العالم القروي، في خطوة تؤكد التزام الحكومة بتقليص الفوارق المجالية وتحسين ظروف التمدرس في مختلف ربوع المملكة.
ووفق ما أعلنت عنه الحكومة المغربية عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس” (Twitter سابقا)، فقد تم خلال هذا الموسم افتتاح 169 مؤسسة تعليمية جديدة، إلى جانب إحداث 2.461 حجرة دراسية و15 داخلية، مما رفع عدد المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني إلى 12.441 مؤسسة.
ويأتي هذا التوسع في سياق تنفيذ البرنامج الوطني لتعميم التعليم وضمان تكافؤ الفرص، الذي يهدف إلى تعزيز العرض التربوي في المناطق القروية وشبه الحضرية، حيث يواجه التلاميذ في كثير من الأحيان صعوبات في الولوج إلى المؤسسات التعليمية بسبب بعد المسافات أو ضعف التجهيزات الأساسية.
كما أعلنت الحكومة عن توظيف 14 ألف أستاذة وأستاذ جديد خلال الموسم الحالي، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للأطر التربوية إلى أكثر من 299 ألفًا، وهو ما سيساهم في تحسين نسبة التأطير والحد من الاكتظاظ داخل الفصول الدراسية، وتعزيز جودة التعلمات.
ويعتبر هذا التطور البنيوي خطوة عملية في تفعيل خريطة الطريق 2022-2026 لإصلاح المدرسة العمومية، التي تضع في صلب أولوياتها ضمان مدرسة منصفة، ذات جودة، ومفتوحة على جميع أبناء الوطن دون استثناء، مع التركيز على تأهيل البنيات التحتية، ودعم التمدرس في الوسط القروي، وتجويد الحياة المدرسية.
ويؤكد مراقبون أن المؤشرات الجديدة تعكس انتقالًا نوعيًا في السياسة التعليمية بالمغرب، من منطق التدبير الظرفي إلى منطق التخطيط الاستراتيجي القائم على العدالة المجالية والفعالية البيداغوجية، ما يعزز صورة المدرسة العمومية كرافعة حقيقية للتنمية الاجتماعية والبشرية.

تعليقات الزوار ( 0 )