تم، الثلاثاء بأديس أبابا، تجديد التأكيد على الالتزام القوي للمغرب من أجل السلم، وذلك خلال الاحتفال باليوم العالمي للسلام من قبل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي.
وفي هذا الصدد، سلط السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الافريقي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، السيد محمد العروشي، في مداخلة له خلال الاجتماع الـ1033 (جلسة عامة) الذي نظمه مجلس السلم والأمن للاتحاد والمخصص للاحتفال بهذا اليوم العالمي والتواصل حول النسخة الثانية من منتدى لواندا الإفريقي لثقافة السلم، الضوء على عمل المملكة الدؤوب على الصعيدين الوطني والدولي.
وأكد الدبلوماسي أن المغرب عمل على المستوى الوطني، من خلال تعايش ديني وثقافي تكفله أحكام دستور 2011، على إرساء سياسة وطنية للهجرة واللجوء تقوم على مفاهيم التسامح والاندماج، مما جعل المملكة أرضا لاستقبال العديد من المهاجرين الأفارقة وأيضا من أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
وخلال هذا الاجتماع الذي ترأسته جمهورية تشاد عن طريق المناظرة المرئية، والتي تترأس مجلس السلم والأمن لشهر شتنبر، سلط الوفد المغربي الضوء على مبادئ التسامح التي تدعو إليها المملكة وعلاقاتها مع الدول الأخرى، مشيرا، في هذا الصدد، إلى تكوين الأئمة الأفارقة والأوربيين في المغرب.
وشكلت هذه الجلسة فرصة أيضا للوفد المغربي لإبراز المقاربة الإنسانية والتضامنية والفعالة للمملكة تجاه القارة، والتي تجلت أثناء تفشي جائحة كوفيد -19.
وعلى المستوى متعدد الأطراف، أشار السيد العروشي إلى أن المغرب يضع الأجندة الإفريقية في المقدمة، من خلال الاستفادة من ستين سنة من التجربة والخبرة في مجال حفظ السلم الأممي، ولا سيما في القارة الإفريقية.
وقال إن المملكة بادرت أيضا بقرارات تم تبنيها على مستوى الأمم المتحدة لمكافحة خطاب الكراهية وتعزيز الدور البناء للقادة الدينيين في هذا المجال، مشيرا إلى تفعيل القرار (1325) لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول “النساء، والسلام والأمن”، من خلال مخطط عمل وطني لتعزيز مشاركة المرأة على جميع المستويات.
وأضاف أن “المغرب يؤمن بأننا لن نكون قادرين على تحقيق قارة تنعم بالسلم بدون مقاربة شاملة ومنسقة، إضافة إلى الجهود الوطنية والإقليمية والقارية والدولية”، مذكرا بأنه في إطار التزامها الثابت من أجل السلم ترأست المملكة في شتنبر 2019 جلسة لمجلس السلم والأمن خصصت “للترابط بين السلم والأمن والتنمية.. نحو التزام جماعي بالعمل“.
وعلى مستوى الاتحاد الإفريقي، أشار الوفد المغربي إلى أن اللقاء يعد فرصة لتقييم الجهود الجماعية والتفكير في آفاق الأعمال القارية في المستقبل.
وأكد الوفد المغربي أن موضوع عام 2021 والمنتدى الإفريقي لثقافة السلم يظلان، في هذا الإطار، ركيزة أساسية للعمل العالمي لصالح عالم يسوده السلم، مما يدل أيضا على الالتزام الراسخ لإفريقيا من أجل ثقافة سلم فعالة وحقيقية، وأيضا دورها الحاسم في تعزيز الوعي الإفريقي من أجل اللاعنف والعيش المشترك.
تعليقات الزوار ( 0 )