Share
  • Link copied

المغرب يتطلع إلى أن يصبح لاعبًا رئيسيًا في صناعة السيارات العالمية: طموحات كبيرة واستثمارات ضخمة تعزز مكانته التنافسية


في خطوة طموحة، يسعى المغرب إلى ترسيخ مكانته كوجهة تنافسية في الصناعة العالمية للسيارات، مستفيدًا من المزايا التي يقدمها للمصنعين الأوروبيين الذين يبحثون عن خفض التكاليف والالتزام بالمعايير البيئية الصارمة للاتحاد الأوروبي.

وقد بدأت علامات كبرى مثل “رينو” و”ستيلانتيس” في الاستفادة من الفرص التي يوفرها المغرب، وفقًا لتقارير صحيفة “كوشي غلوبال” الإسبانية.

تحولات هيكلية في الصناعة الأوروبية

وتواجه الصناعة الأوروبية للسيارات تحولات هيكلية كبيرة بسبب التشريعات البيئية الصارمة التي تفرض معايير انبعاثات صفرية وتعزز التحول نحو المركبات الكهربائية.

ودفعت هذه التحديات العديد من الشركات إلى البحث عن بدائل أكثر فعالية من حيث التكلفة، حيث وجدت في المغرب وجهة مثالية بفضل قربه الجغرافي من أوروبا وتكلفة اليد العاملة المنافسة.

المغرب: وجهة استراتيجية للاستثمار

وأكد وزير الصناعة والتجارة الخارجية المغربي، رياض مزور، أن المغرب أصبح أول مصدر للسيارات إلى الاتحاد الأوروبي من حيث الحجم، متجاوزًا دولًا مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان وتركيا.

وأشار إلى أن المغرب ينتج حاليًا 0.6% من الإنتاج العالمي للسيارات، متفوقًا على دول أوروبية مثل بلجيكا والبرتغال.

وفي عام 2023، بلغ إنتاج السيارات في المغرب إلى نصف مليون وحدة، مع طموح لتحقيق هدف 800 ألف وحدة في غضون ثلاث سنوات و1.3 مليون وحدة بحلول نهاية هذا العقد.

استثمارات كبرى وتعزيز البنية التحتية

واستقطب المغرب استثمارات كبيرة من شركات عالمية مثل “ستيلانتيس”، التي أعلنت عن توسيع مصنعها في القنيطرة لزيادة طاقتها الإنتاجية إلى 400 ألف وحدة.

كما تعتزم “رينو”، التي تمتلك مصنعين في الدار البيضاء وطنجة، تعزيز إنتاجها السنوي إلى 300 ألف وحدة.

دور المغرب في صناعة السيارات الكهربائية

ولا يقتصر دور المغرب على تصنيع السيارات التقليدية فحسب، بل يتطلع أيضًا إلى أن يصبح مركزًا رئيسيًا لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.

وقد أعلنت شركات صينية مثل “غوشن هاي تك” و”إل جي كيم” عن استثمارات بمليارات الدولارات لبناء مصانع في المغرب، بهدف تزويد السوق الأوروبية المتنامية للمركبات الكهربائية.

بالإضافة إلى ذلك، يتمتع المغرب باحتياطيات كبيرة من المعادن الأساسية لصناعة البطاريات، مثل الكوبالت والنيكل، مما يعزز دوره في سلسلة التوريد العالمية.

كما وقع المغرب اتفاقيات استراتيجية مع الصين وكوريا الجنوبية لتطوير مصانع الكاثود والبنى التحتية الأخرى المتعلقة بالمركبات الكهربائية.

تعزيز التعاون الدولي

يعمل المغرب على تعزيز تعاونه مع الشركاء الدوليين، حيث يهدف إلى جذب استثمارات إضافية من مصنعي السيارات الكهربائية ووحدات البطاريات إلى أوروبا.

وقد نجح المغرب في جذب مصنعي السيارات إلى مصانع البطاريات، مما يعكس قدرته على تعزيز إنتاجه السنوي إلى 1.3 مليون وحدة بحلول 2028.

وبفضل استراتيجيته الواضحة وقربه من أوروبا وتكلفة الإنتاج التنافسية، يبرز المغرب كشريك موثوق في الصناعة العالمية للسيارات.

ومع طموحاته الكبيرة واستثماراته الضخمة، يتجه المغرب نحو تعزيز مكانته كواحد من أكبر موردي السيارات والبطاريات الكهربائية في العالم، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي في المستقبل.

Share
  • Link copied
المقال التالي