في سياق العناية الفائقة التي تلويها المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير لورش الذاكرة التاريخية المشتركة والمتقاسمة مع بلدان شقيقة وصديقة، يندرج احتضان طبع ونشر هذه الدراسة التي أعدها الأستاذ عبد الاله كنكا والموسومة ب”المغرب وحرب التحرير الجزائرية : جوانب من الدعم و التضامن المغربي الجزائري ” .
فتاريخ المغرب خلال الحقبة المعاصرة والراهنة يزخر بالعديد من أمثلة التضامن والنضال المشترك ضد المستعمر الأوروبي، ساهمت في إغناء الذاكرة المغربية والمغاربية، ومن أبرزها وأهمها على وجه الخصوص ذلك الدعم الذي قدمه المغرب للشعب الجزائري في كفاحه من أجل الاستقلال إبان حربه التحريرية. فبعد حصول المغرب على الاستقلال سنة 1956، لم يكن بمنأى عن الأحداث التي تعيشها الجارة الجزائر في هذه الفترة النضالية ، بل كانت مساهمته فيها ظاهرة وبشكل فعال، وتجلى ذلك من خلال المواقف الإيجابية التي عبر عنها المغرب ملكا وحكومة وشعبا، الداعمة لكفاح الشعب الجزائري من أجل الاستقلال، وتجسد في مشاركته في دعم حرب التحرير الجزائرية سياسيا ودبلوماسيا وماديا وعسكريا وإعلاميا.
إن كتاب ” المغرب وحرب التحرير الجزائرية : جوانب من الدعم و التضامن المغربي الجزائري “، دراسة متميزة في موضوعها وفي طريقة تناولها. فأهمية الموضوع تبرز في مكانته في ضمير المخلصين من أبناء المغرب الكبير، وفي الفترة التاريخية البالغة الأهمية التي ينتمي إليها، سواء بالنسبة للمغرب أو الجزائر، وهي بالتحديد فترة حرب التحرير الجزائرية الممتدة من 1954 إلى 1962 وما أحدثته من تطورات بمنطقة المغرب الكبير. بالنسبة للجزائر، تميزت هذه الفترة بالانتقال من النضال السياسي إلى الكفاح المسلح، في إطار حرب التحرير الجزائرية. وعلى صعيد المغرب، تميزت الفترة بالانتقال بين عهدين عهد الكفاح الوطني من أجل الاستقلال وعهد الاستقلال والشروع في بناء الدولة المغربية الحديثة، الذي شهد انتقال السلطة بين الملكين محمد الخامس والحسن الثاني. لكن ما يميز الأطروحة كذلك هو الجهد التوثيقي الذي قام به معدها، حيث عزز بحثه بوثائق تاريخية فريدة تسلط الاضواء على المواقف المغربية المتضامنة والمتآزرة سياسيا واجتماعيا وإنسانيا واقتصاديا وعسكريا، ملكا وشعبا، مع الشعب الجزائري وقيادات ثورته إبان حربه التحريرية.
والكتاب معروض للبيع بثمن 35 درهما لدى شسيع المبيعات بالمصالح المركزية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وبفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير ال104 المبثوثة عبر التراب الوطني.
تعليقات الزوار ( 0 )