دفعت المعاناة المستمرة التي يعيشها المحتجزون في مخيمات تندوف بالتراب الجزائري، مجموعة من المغاربة الصحراويين إلى إطلاق نداء استغاثة عاجل للعالم، حيث فضحوا فيه ما يعيشونه بشكل يومي مع قيادة جبهة البوليساريو، التي تستغل المساعدات الإنسانية لتحكم قبضتها عبرها على “اللاجئين”.
ونشرت صفحة منتدى “فورستاين”، نداء استغاثة يعود إلى أحد المحتجزين في مخيمات تندوف، حيث قال فيه، إن هذا النداء موجه إلى من يهمه الأمر في هذا العالم لـ”ذوي الضمائر الحية، إن بقيت لهم باقية، إلى المنظمات الإنسانية العوراء التي أصبحت ترى بعين واحدة ما تريد، وتغمض العين الأخرى عما لا تريد”.
وأضاف صاحب نداء الاستغاثة: “العالم يعلم بمكاننا، ويعلم بظروفنا، ولا يهمهم من حالنا سوى ما يجمع من فتات لإطعامنا، ويا ليتهم يتأكدون من وصوله إلينا، إنهم لا يعرفون حتى أننا نبيع ما تتركه لنا القيادة بعد أخذها لغالبيته، تبيعه لتنفق على نفسها، وما يبقى لنا نقايضه ونبادله بأشياء أخرى، وكأننا في العصر الحجري”.
وتابع: “أيها العالم، انتبهوا لنا”، مسترسلاً: “رحم الله من عمل عملا فأتقنه، أنتم تديرون المخيمات، وتمنحونها كل ما تحتاج، لكنكم تسلمونه لقيادة البوليساريو، وتمنحونها ما تتقوى علينا به”، مردفاً: “أو ليست تلك القيادة لاجئة مثلنا؟ فلتعاملونا بالمثل، ولتتولوا شؤونكم بأنفسكم، ولا تعطوها المجال، فهم يدعون أنهم يقودون دولة، وهم فقط مسؤولين عن توزيع المساعدات”.
وأوضح المستغيث، أن قيادة البوليساريو، وجدت هامشا للاستغناء من خلال المساعدات الإنسانية، مضيفاً “لو كنتم تديرون المخيمات بأنفسكم لرأيتم تلك القيادة تنتظر في الطوابير، طلبا للقمة عيش وكسرة خبز وعجائن تسد بها رمقها، مثل ما يحصل معنا اليوم”، مردفاً: “أيها العالم: أنتم من صنعتم القيادة”.
وواصل المحتجز في مخيمات تندوف، مخاطباً “العالم” في رسالة استغاثته: “أنتم من عيشتموها حلما غير ممكن، وزرعتم فيها سطوة ما كانت لها، وقدمتمونا على طبق من ذهب لأشخاص كانوا بالأمس القريب معدومين لا مال لهم ولا عزوة، نعرفهم جميعا ونعرف ما يملكون، جئنا جميعا لا نملك شيء”.
وشدد على العالم، هو من صنع من قيادة البوليساريو وحوشاً، حيث قال: “أنتم من صنعتم منهم وحوشا، أنتم من أذاقهم حلاوة المناصب، وجعلتموهم يعيشون لذة مناصب لا وجود لها، بينما هم في الحقيقة لا يتعدون مسيرين لمخيمات صغيرة”، متابعاً: “بالله عليكم من لم يسير مخيمات أو يعش على الأقل في مخيمات كشفية في صغره؟”.
ونبه المستغيث، إلى أن مخيمات تندوف، على شاكلة المخيمات الكشفية، “حيث تسير مجموعات الفرق، وتسهر على تنظيم الأنشطة، وتتكفل مؤسسات رسمية بتمويل تلك المخيمات بالأكل والشرب”، متابعاً: “كلكم شاركتم أو سيرتم مخيمات كشفية، وحضرتم مخيمات تجاوز عددها الألفي شخص”، حسبه.
وزاد: “أيها العالم: إذن لتعرفوا أن مخيمات تندوف لا تختلف عن تلك المخيمات الصيفية سوى من حيث العدد، يكفي فقط إضافة بضعة آلاف”، مضيفاً: “أرأيتم، الأمر بسيط، إذن من سمح لمسيري تلك المخيمات بأن يقولوا بأنهم دولة، ويتعاملون معنا كحكومة، ونحن وإياهم نعيش على ما يقدم لنا من مساعدات إنسانية، ولو كانت تلك المنظمات الانسانية توزع المساعدات بنفسها، لما كنا بحاجة لمسيرين أصبحوا فيما بعد قيادة”.
ودعا المستغيث العالم، للانتباه إلى حال المحتجزين في المخيمات: “انتبهوا إلى حالنا، لن نتطرق لكل المشاكل والآلام، فربما تعرفونها، لكن منظماتكم كما قلت عوراء، تنظر بعين واحدة، وتجبن عن النظر للجهة الأخرى، تتعامل بمنطق: كم من حاجة قضيناها بتركها”، مختتماً:”للأسف نحن تُركنا لعقود فلم تنته مشكلتنا، وقد آن الأوان لأن تقضوا الحوائج بالغوص فيها، ومعالجتها من جوهرها دون تركها”.
تعليقات الزوار ( 0 )