شارك المقال
  • تم النسخ

المدرسَة المنكوبة.. لا مَاء ولا مراحِيض واستراحةٌ تلامِيذ علَى حافّة المَوت

على حافة الموت يلعب أطفال بين الخامسة والحادية عشر من عمرهم، في ساحة مدرسة دوار عين اللوح الابتدائية الواقعة بجماعة مزراوة بإقليم تاونات، بلا جدار أو أسوار تحميهم من السقوط من أعلى حائط يصل ارتفاعه لمترين أو أكثر.

هي حالة مدرسة ابتدائية بالمغرب، بالقرية المنتمية لإقليم تاونات الجبلي، لا تتوفر فيها لا مراحيض ولا ماء، إن أراد الأستاذ أو الأستاذة قضاء حاجته يضطر إلى الصمود حتى العودة للمنزل أو اضطرارا في مكان محادٍ للمدرسة، ناهيك عن التلاميذ والتلميذات كذلك.

ووفق مصادر محلية، فالمدرسة تستقبل الأطفال، من دوار عين اللوح وواد كراكار و دمينات الذين يبعدون بحوالي 3 كيلومترات عنها، ليأتي الأطفال الصغار بعد قطع المسافة إلى مدرسة “شبه منكوبة”.

ويتخوف الساكنة من وقوع كارثة، لأبنائهم بذلك يطالبون بالتدخل العاجل، عوض انتظار حدوث أمر لكي تتحرك الجهات المسؤولة، في انتظار تحقيق منجزات واقعية وليست وعود كاذبة كالتي أعطيت لهم كالسابق. وفقا لأقوالهم.

من جانب ذي صلة، تتفاقم معاناة سكان القرى خاصة الجبلية التي في موسم الشتاء وتساقط الثلوج، ما يرفع من ظروف وقساوة الأمر ويعمّق مأساة هذه الفئة التي تكابد الزمن من أجل تلّقي بعض المعارف التعليمية.

فإقليم تاونات يضم 49 جماعة ترابية منها فقط 5 تنتمي للمجال الحضري والباقي كله قروي، وتعرف القرى والبوادي والجبال بمناطق الإقليم في هذا الفصل ظروفا قاسية وصعبة حيث تغيب فيها أدنى شروط العيش الكريم، وخصوصا عندما يكثر تهاطل الأمطار وتشتدد موجات البرد، ويكثر جريان المياه في الوديان والشعاب والجداول بغزارة وتتبلل الأتربة الطينية بالماء، وتتوقف العربات عن التحرك في الطرقات الوعرة خوفا من الانزلاق والحوادث.

وكثيرا ما يتخلف التلاميذ والمدرسون عن الوصول للمدارس البعيدة عنهم في بعض المناطق الوعرة لأيام، ويعاني المتمدرسون والأساتذة من البرد الشديد داخل الفصول الدراسية لغياب الأقسام المجهزة لمواجهة البرْد وانعدام وسائل التدفئة.

وتعرف الكثير من مناطق إقليم تاونات ظروفا صعبة في هذا الفصل البارد، حيث تتخبط ساكنتها في مجموعة من المشاكل وتعيش كثيرا من المنغصات بسبب الظروف الاجتماعية القاسية والمزرية التي تمس جميع جوانب الحياة اليومية، كما يعاني أرباب الأسر كثيرا من أجل تأمين مصاريف لقمة العيش لأهلهم.

الشيء الذي يستدعي تظافر الجهود لمواجهة آثار موجة البرد، والتدابير الاستباقية المتخذة من قبل مختلف المصالح المعنية، والتخفيف من انعكاساتها على ساكنة المناطق الجبلية.

ويذكر أن  اللجنة الإقليمية لليقظة والتنسيق بتاونات، عقدت في 10 نونبر الماضي بمقر العمالة، اجتماعا خصص لعرض مخطط العمل الإقليمي لمواجهة آثار موجة البرد، والتدابير الاستباقية المتخذة من قبل مختلف المصالح المعنية.

وأشار عامل الإقليم صالح داحا إلى أن المخطط يتضمن أيضا تنظيم مبادرات تضامنية لفائدة ساكنة وتلاميذ الدواوير المعنية، خصوصا على مستوى جماعات تيمديت، ودائرة تاونات، والودكة، والرتبة، بالإضافة إلى قوافل طبية متعددة التخصصات تحت إشراف مندوبية الصحة، مع توزيع وسائل التدفئة على المدارس وأفران مُحسَّنة على الأسر المحتاجة.

وفي هذا السياق، سيتم توزيع أكثر من 1500 حصة من الألبسة الشتوية، و3051 وحدة من الأغطية، و300 من الأفرنة الحديدية المحسنة على ساكنة الجماعات المتعرضة لموجة البرد وسوء الأحوال الجوية.

غير أن المبادرات التي غالبا ما تكون موسمية تبقى غير كافية وفقا ساكنة إقليم تاونات لكن من شأنها أن ترفع الجهود الرامية لفك العزلة عن المناطق التي تشهد تساقطات ثلجية كثيفة وموجات برد، وكذا تقديم المساعدة اللازمة للساكنة التي تعيش في وضعية هشاشة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي