اعتبرت صحيفة إسبانية شهيرة، أن المغرب الذي بات قوة إقليمية في المنطقة، يظهر أنيابه لحكومة مدريد، ويسعى إلى السيطرة على شمال إفريقيا، مشيرةً إلى أن تأثير المملكة الإيبيرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تراجع بشكل كبير بسبب الصراع الثنائي بين الرباط والجزائر، والذي جعل من البلد الأوروبي الحلقة الأضعف.
وقالت جريدة “elconfidencial”، إن غرب البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من مضيق جبل طارق، يجري شن حرب باردة بين المغرب والجزائر وإسبانيا، واصفةً الأخيرة بـ”الحلقة الأضعف في هذه المواجهة”، لأنها ترتبط بتحالف غير مستقر مع المغرب، كما أنها لا تستطيع تحمل قطع العلاقات مع الجزائر، المورد الرئيسي للغاز إليها.
وأضافت، في مقطع فيديو، أن المواجهة بين المغرب والجزائر، انتهت إلى التأثير بشكل مباشر على دور إسبانيا في البحر الأبيض المتوسط، والتي كان آخرها ما أسمته بـ”استفزازات الرباط”، بعدما رخصت الأخيرة لشركة مغربية لتركيب مزرعة أسماك في ما اعتبرته “مياها إقليمية إسبانية”، على بعد عشرات الأمتار من جزر شافاريناس.
وتابعت أن الصراع الرئيسي بين البلدين، يتعلق بنزاع الصحراء، التي كانت مستعمرة إسبانية في السابق، قبل أن يستعيدها المغرب عبر المسيرة الخضراء، التي عبر خلالها 350 ألف مواطن إليها، مقابل استضافة الجزائر لعشرات الآلاف من اللاجئين وتقديمها الدعم لجبهة البوليساريو، التي تطالب بانفصال الصحراء عن المغرب.
ويبدو أن الصراع بين هاتين القوتين الإقليميتين، حسب الصحيفة، سيستمر، فالمغرب قوة صاعد، فرغم ضعف موارده الطبيعية، إلا أن اقتصاده أكثر ديناميكية، والجزائر، التي لا زال دورها مهما للغاية، رغم أنها فقدت تأثيرها على الدول الإفريقية الأخرى، ولم تعد كما كانت في السابق.
وفي سياق متّصل، وعلى الرغم من محاولة “elconfidencial” إظهار المغرب في صورة المعتدي على جارته الشمالية، إلا أن الصحيفة قامت، خلال تطرقها للتوتر الثنائي بين الرباط والجزائر، بسبب ملف الصحراء، بوضع خريطة المغرب كاملة.
تعليقات الزوار ( 0 )