شارك المقال
  • تم النسخ

“الكسابة” يلجؤُونَ إلى “التسويقِ الإلكترونيِّ” لبيعِ الأضاحِي

تسببت جائحة فيروس كورونا المستجد في تأزم الوضعية المادية للأسر المغربية، بعد توقف أغلب أربابها عن العمل على خلفية الإجراءات والتدابير الوقائية التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار كوفيد 19، ما انعكس سلبا على القدرة الشرائية للمواطن قبل عيد الأضحى.

غالبية الأسر المغربية، التي يعمل أربابها في القطاعات غير المهيكلة، وجدت صعوبة بالغة في شراء أضحية العيد، الأمر الذي انعكس بدوره على رواج سوق المواشي، وأثر سلبا على نشاط الكسابة، الذين كانوا يعولون على المناسبة من أجل تحريك عجلة الاقتصاد، بالإضافة إلى تعقيد كورونا، لبيع الماشية، في ظل القيود المفروضة.

الوضع المتأزم والقيود المفروضة، دفع الكسابة، إلى استخدام إستراتيجية جديدة لبيع الأكباش والخراف المعدة للعيد، بعد أن لجأ عدد كبير منهم إلى تسويق مواشيهم على الإنترنت، حيث عمدوا إلى إنشاء حساب في فيسبوك، تحت مسميات مثل “بائع الأضحية”، أو”بائع الأكباش”، أو “بائع الحولي”، من أجل استقطاب مشترين محتملين، قبل العيد.

وأنشأ محمد (53 سنة)، حسابا “فيسبوكيا” تحت مسمى “بائع الأضحية”، حيث عمد في البداية إلى إرسال طلبات الصداقة لعدد كبير من الأشخاص، من أجل إشهار نفسه، ثم بعد أن تبقت 15 يوما للعيد، حاول التواصل مع بعض الناس، من أجل إطلاعهم على رؤوس ماشيته، وأثمنتها، إلى جانب تحدثه عن الطعام الذي كان يقدم لها، في محاولة منه لإقناعهم بالشراء.

كساب آخر يدعى احمد (60 سنة)، فتح حساباً على موقع “فيسبوك” بإسم “بائع الحولي”، خلال العيد الماضي، وروج لأكباشه، غير أنه باعَ خروفا واحدا وقتها فقط، لكن الظروف الحالية التي يمر بها المغرب في ظل تفشي كورونا والإجراءات المفروضة، وحتى مخاوف بعض المواطنين من الخروج للسوق، مكّن احمد من بيع 10 أضاحي، لحدود عشية عيد الأضحى.

وفي تصريح لجريدة “بناصا”، قال الكساب:”إن الفيسبوك مثل السوق، فيه عدد كبير من الناس، وعليك إقناعهم بأن لديك أكباشا جيدة من حيث الجودة والثمن، وهو ما سعيت لفعله، وقد تمكنت من بيع 10 أضاحي، لحد الآن، وما زاد من رغبة المواطنين في الشراء على كسابة افتراضيين، أننا منحنا لهم فرصة إحضار الأضحية إلى غاية منزلهم”.

وبخصوص طريقة بيع الأضاحي على “فيسبوك”، يقول حسن (47 سنة)، وهو أيضا ممن اختار التسويق الإلكتروني لـ”منتوجاته”:”بداية نُعرف الشخص بأنفسنا، ثم نقترح عليه الشراء من عندنا، إن رفض نحاول التواصل مع شخص آخر، وفي حال بدأ في السؤال، فإننا نرسل له صور الأكباش، لكي يختار ما يفضله، وحين تقع عينه على أضحية، ونتوصل لاتفاق، نحضرها له إلى عنوان بيته، وهناك يراها عن قرب ويدفع الثمن ثم يتسلمها”.

ولا تختلف الأثمنة التي يبيع بها كسابة “الفيسبوك” عن تلك التي في السوق، إلا في حالة واحدة، وهي أن يكون الشخص المشتري، بعيدا عن مركز المدينة التي يقطن بها صاحب الماشية، الأمر الذي يدفع الأخير للمطالبة بثمن التوصيلة أيضا في حالة تعدت الـ 20 كيلومترا، في الغالب، وذلك وفق ما أفاد به أحد باعة المواشي ومسوقيها إلكرتونيا.

ويرى مراقبون بأن خدمة التوصيل إلى غاية البيت، التي يوفرها غالبية الكسابة الذين اختاروا التسويق الإلكتروني لأضاحيهم، في ظل الفترة الاستثنائية المتسمة بتفشي فيروس كورونا؛ وتخوف العديد من المواطنين من الخروج إلى أسواق المواشي التي تعرف اكتظاظا كبيرا، شجع العديد من الناس على الشراء “إلكترونيا”، وربما لم يسبق أن حدث هذا النوع من التجارة، وبهذا العدد، على مر تاريخ المغرب.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي