تعيش العلاقات المغربية الاسبانية خلال الفترة الحالية نوعا الشد والجذب، زكتها التأجيلات المتكررة للقمة المرتقبة بين البلدين، واستثناء المغرب من الجولة الإفريقية التي يقوم بها رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز، مما يطرح تساؤلات حول التحركات الإسبانية في سياق الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
ووفق متابعين، فإن التحركات المغربية داخل القارة السمراء، والقرار الأخير للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أربك حسابات اسبانيا في ملف تعتبره ورقة ضغط على المغرب في التوازنات الجيوستراتيجية، مما دفع اسبانيا للبحث عن بدائل للخروج من الموقف، ومحاولة إعادة التوازنات داخل القارة الأفريقية.
وفي ذات السياق، قال محمد الغالي، محمد الغالي أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري، جامعة القاضي عياض، إن ‘’زيارة رئيس الحكومة الإسبانية لعدد من الدول الأفريقية، تحمل عدة رسائل: منها اولا أن اسبانيا لا بد وان تتحرك من أجل احتواء الدور المغربي في القارة الافريقية’’.
وأضاف الغالي أن اسبانيا تريد ‘’عدم ترك أمنها القومي التجاري والاقتصادي لربما سيتوقف مستقبلا على الوساطة المغربية، وهو ما يعتبر غير محمودا من جانبها على اعتبار أن موقع المملكة الجيو استراتيجي بمثابة صلة وصل تجعل من المغرب شريكا استراتيجيا متمتعا بقوة مستقلة وهو ما يشكل مصدر ازعاج للمحافظين في اسبانيا’’.
مؤكدا على أن ‘’اسبانيا باتت تستفيق من صدمة القرار الرئاسي السيادي الامريكي الذي اعترف بمغربية الصحراء وسيادة المملكة كليا عليها، حيث أن هذا القرار شكل تحولا استراتيجيا في المنطقة التي تعتبرها اسبانيا عمقا استراتيجيا بالنسبة لها في علاقاتها بالتكتلات الدولية خاصة الاتحاد الأوروبي’’.
وأوضح أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري، جامعة القاضي عياض أنه ‘’على اعتبار أن هذا القرار أفقد اسبانيا جزءا كبيرا من مكانتها ولم يكسبها أشياءا، مما يعني التحرك من أجل محاولة استدراك ما يمكن استدراكه خاصة مع الادارة الامريكية الجديدة حتى تحتفظ اسبانيا بجزء من دورها على مستوى شمال إفريقيا من خلال قضية الصحراء’’.
وتابع الغالي في تصريحه لمنبر بناصا ‘’التحرك الاسباني من خلال هاته الزيارة يحاول احتواء ومقارعة تحركات بريطانيا خاصة بعد خروج هاته الاخيرة من الاتحاد الأوروبي وتوجهها الى نسج علاقات شراكة استراتيجية مع مجموعة من الدول الإفريقية خاصة المملكة المغربية التي تتمتع بموقع يجعله همزة وصل أساسية يمكن لإدارة المصالح البريطانية الاعتماد عليه في التعويض عن الأضرار الحاصلة بسبب الخروج من الاتحاد الاوربي’’.
ويردف: ‘’التحرك الاسباني يبقى عاديا ومتوقعا يحكمه سياق حماية ورعاية الأمن القومي الإسباني من خلال البحث عن تمفصلات تثبيت التوازن الذي يضمن لإسبانيا مصالحها’’.
تعليقات الزوار ( 0 )