Share
  • Link copied

العمل المنزلي في مدونة الأسرة المغربية، متى ينصف مجتمعيا وقانونيا ؟

نظّمت الودادية المغربية النسائية بالإدارة القضائية، يوم 3 يونيو الجاري 2025، يوماً دراسياً تحت عنوان: “تثمين العمل المنزلي في مدونة الأسرة المغربية: تحوّل مجتمعي وقانوني نحو الإنصاف”، وذلك بقاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة. ويأتي هذا اليوم الدراسي في إطار الدينامية التي تعرفها المملكة فيما يخص إصلاح مدونة الأسرة المغربية، تماشياً مع الرؤية الملكية السامية التي وضعت المرأة في صلب المسار التنموي والاجتماعي.

وتبقى غاية هذا اليوم الدراسي هي تسليط الضوء على الدور المحوري للمرأة في بناء المجتمع وتقدّمه، والخروج بتوصيات عملية تردّ الاعتبار للمرأة ولعملها المنزلي.

وافتُتح الحدث بكلمة ترحيبية جامعة مانعة ألقتها الأستاذة آسية لغبالي، رئيسة الودادية المغربية النسائية بالإدارة القضائية، رحّبت فيها بالحضور الكريم، مؤكدة على أهمية موضوع هذا اليوم الدراسي في زمننا الحالي.

وشهد اللقاء حضور أسماء وازنة تمثل مؤسسات وطنية فاعلة، مما عمّق النقاش حول المرأة والعمل المنزلي. وتشرف هذا اليوم بالحضور الفاعل للأستاذة عزيزة هنداز، نيابة عن السيد هشام بلاوي، رئيس النيابة العامة، والأستاذ إبراهيم طاطا، بالإضافة إلى المستشارة منى المصمودي، نيابة عن رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والأستاذة مريم سيدي حيدة عن مديرية التواصل والتعاون بوزارة العدل.

وقد ركزت المداخلات، من قبل الدكتورة زينب بن حمو، والأستاذة لمياء المازجي، والأستاذة حنان الزعيمي، على أهمية إدماج قيمة العمل المنزلي في الإطارين القانوني والاجتماعي. وأجمعن، بمنتهى التأكيد، على ضرورة الاعتراف بهذا العمل كرافد أساسي في مسلسل التنمية المجتمعية، وهو بالتالي حق أساسي يضمن للمرأة كرامتها ومساهمتها الفاعلة في هذا المسلسل التنموي، انسجامًا مع الرؤية الملكية السامية.

كما أكدت المتدخلات على ضرورة تثمين العمل المنزلي مجتمعيًا وقانونيًا لإنصاف المرأة، مع ضمان إدراج آليات واضحة لتقدير هذا العمل وتقييمه، بما في ذلك الجوانب الاقتصادية والاجتماعية المترتبة عليه. وطالبن بالعمل على تكريس مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين الزوجين، مع الاعتراف الواضح بالمساهمات غير المادية للمرأة في تدبير شؤون الأسرة ورعاية الأبناء، بما يعكس مكانتها المحورية في صلب السلم المجتمعي.

ولم يتوقف هذا اليوم الدراسي عند النقاش القانوني والاجتماعي والاقتصادي، بل تم خلاله توقيع اتفاقية إطار شراكة وتعاون بين الودادية المغربية النسائية بالإدارة القضائية ونادي الموظف، واتفاقية شراكة أخرى في الميدان الصحي مع الدكتورة شادية جنان.

كما شهد اليوم الدراسي أيضًا حفل توزيع الجوائز على الفائزات في مسابقة ليلة القدر لرمضان 1446، تقديرًا للمواهب النسائية واحتفاءً بأدوارها الإنسانية والعاطفية.

ويُذكر أن جمهورًا غفيرًا حضر هذا اللقاء وتفاعل إيجابيًا مع حيثيات الموضوع والمناقشات حول قضايا المرأة والأسرة. وقد اختُتم هذا اليوم الدراسي بتوصيات عملية واعدة تهدف إلى تعزيز الإطار القانوني والمجتمعي لتثمين العمل المنزلي، مما سيفتح، بكل تأكيد، آفاقًا مشرقة نحو تحقيق إنصاف شامل ومستدام للمرأة المغربية، ويُعزّز مكانتها في المجتمع كعنصر فاعل وضروري في مسيرة التنمية الوطنية ببلادنا.


استوصوا بالنساء خيرًا.
فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة.
استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئًا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمات الله، فاعقلوا أيها الناس قولي.
أكملُ المؤمنين إيماناً أحسنُهم خُلقًا، وخياركم خيارُكم لنسائهم.
خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.
حُبِّبَ إليّ من الدنيا النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة.
ما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.
رفقًا بالقوارير.

لا تكرهوا البنات، فإنهنّ المؤنسات الغاليات.

Share
  • Link copied
المقال التالي