أرجع تقرير أعده منتدى الشباب القروي، أسباب الهدر المدرسي بالعالم القروي، الى كون الأخير يعاني على عدة مستويات، أبرزها الجانب الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وضعف البنيات التحتية، حيث يجد أغلب تلامذة المناطق القروية أنفسهم في مواجهة مباشرة مع مشاكل عدة، مما يرفع من نسبة الهدر المدرسي بالمغرب، رغم المجهودات المبذولة من قبل الجهات الوصية على القطاع، ومختلف المؤسسات الرسمية و المدنية.
وحسب التقرير الذي إطلع عليه منبر بناصا، فإن العادات و التقاليد مازالت تعرقل تمدرس الفتاة القروية، وترغمها على مغادرة حجرات الدراسة مكرهة، خاصة بعد الحصول على الشهادة الابتدائية، حيث يتم منع ‘’الفتيات من الذهاب الى المدن البعيدة عن مقر السكن لمتابعة الدراسة الإعدادية والثانوية والجامعية’’.
ويضيف المصدر ذاته، أن الأمية المتفشية بين الأوساط العائلية بالعالم القروي، لعبت دورا مهما في ارتفاع منسوب الهدر المدرسي، خاصة و أنه يتم تكليف الأبناء بالأعمال المنزلية والفلاحية، في أوقات الدراسة، مما يتسبب في انقطاع التلميذ عن الدراسة’’.
وأشار التقرير الى أن ‘’المنشآت التربوية ودور الطالب والطالبة، تلعب دورا مهما في استمرار التمدرس، لكن ضعف الطاقة الاستيعابية، يدفع الكثيرين الى الانقطاع، مع اقصاء بعض التلاميذ من المنح الدراسية، خاصة المنحدرين من مناطق بعيدة، مع ضعف التسيير، والتخبط الذي تعيش على وقعها المؤسسات الاجتماعية المستضيفة للتلاميذ’’.
ولتجنب هذه المشاكل، اقترح التقرير تثمين جسور التواصل بين المدرسة والأسرة، ومواكبة التلاميذ خلال مراحله الدراسية، بالإضافة الى خلق أنشطة ثقافية موازية ودعم الأنشطة التربوية، مع توسيع دور الطالب وبناء الأقسام الداخلية وتعزيز الموارد البشرية، وتعزيز أسطول النقل المدرسي، والرفع من المنح الممنوحة للتلاميذ، مع تعميم برامج محو الأمية والإعفاء من رسوم التسجيل بدار الطالب وتخفيضها بالمؤسسات التعليمية’’.
وفي ذات السياق، قال الفاعل المدني والمهتم بشؤون العالم القروي بتارودانت، عزيز أيت واعراب، في تصريح خص به منبر بناصا إن ‘’المشكل الكبير الذي تعاني منه أغلب المناطق القروية، خاصة بإقليم تارودانت، يرجع بالأساس الى غياب استراتيجيات واضحة، أثناء بناء مشاريع المدارس العمومية، خاصة الفرعيات التي يتم بناؤها بمناطق بعيدة جدا على الدواوير، مع غياب الأقسام الداخلية، ووعورة المسالك، مما يدفع غالبية التلاميذ خصوصا التلميذات الى التوقف عن الدراسة’’.
وأضاف المتحدث ذاته، أن ‘’ الفتاة القروية من أكبر ضحايا بعد المؤسسات التعليمية خاصة التعليم الاعدادي و الثانوي، وكمثال على ذلك تلميذات منطقة إمولاس بإقليم تارودانت أكثر من 90 في المئة منهم يغادر الدراسة خلال السنة الثالثة اعدادي، بسبب الظروف المادية، والبعد والتقاليد والعادات، التي تكون عائقا مباشرا لمواصلة التعليم’’.
وطالب ذات المتحدث الى خلق نقاش حول المشكل، من إيجاد حلول من شأنها انها معاناة التلميذات والتلاميذ الذين ينقطعون عن الدراسة لأسباب قاهرة، إضافة إلى الرفع من عدد المنح الممنوحة’’.
تعليقات الزوار ( 0 )