Share
  • Link copied

الطماطم المغربية تحقق رقماً قياسياً تاريخياً في صادراتها إلى النرويج وتهدد بإزاحة هولندا من المرتبة الثانية في سوق شديد التنافسية شمال أوروبا

في إنجاز جديد يعزز موقعه كقوة زراعية عالمية، حقق المغرب رقماً قياسياً غير مسبوق في صادرات الطماطم إلى السوق النرويجية خلال الموسم الحالي، وفقاً لتقرير نشره موقع EastFruit.

وبلغت صادرات المملكة من الطماطم إلى النرويج ما مجموعه 5,000 طن متري خلال الفترة ما بين يوليوز 2024 ومارس 2025، ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 37.9% مقارنة بالفترة نفسها من الموسم الماضي، وزيادة بنسبة 28.9% عن الحجم الإجمالي لصادرات الموسم السابق.

ويمثل هذا الإنجاز أعلى مستوى موسمي يتم تسجيله في صادرات الطماطم المغربية إلى النرويج، ويعكس الصعود اللافت للمغرب كمورّد عالمي موثوق في قطاع الطماطم، ويأتي في سياق توسع استراتيجي مدروس نحو أسواق غير تقليدية.

الطماطم المغربية: ركيزة التصدير وواجهة التميز

ومنذ عام 2021، أصبح المغرب من بين أكبر ثلاثة مصدرين للطماطم في العالم، حيث تُعد الطماطم العمود الفقري لصادراته من الفواكه والخضروات، سواء من حيث الحجم أو العائدات المالية.

وتُقبل عليها أسواق أوروبية رئيسية مثل فرنسا، المملكة المتحدة، وهولندا، بفضل جودتها العالية وأسعارها التنافسية.

أما السوق النرويجية، فرغم حجمها الصغير نسبياً، فإنها تشهد طلباً متزايداً خلال فصل الشتاء، مما يجعلها هدفاً استراتيجياً للصادرات المغربية. وقد سجل شهر يناير 2025 أعلى حجم شهري على الإطلاق، بتصدير 1,150 طناً من الطماطم المغربية إلى النرويج.

نحو تجاوز هولندا في السوق النرويجية

ويحتل المغرب حالياً المرتبة الثالثة في قائمة موردي الطماطم إلى النرويج، بعد كل من إسبانيا وهولندا، اللتين تمثلان معاً نحو 70% من واردات النرويج. غير أن صادرات هاتين الدولتين تشهد تراجعاً، بينما يواصل المغرب تعزيز حضوره بشكل متسارع.

وفي موسم 2019/2020، لم تتجاوز حصة الطماطم المغربية من السوق النرويجية 6%. لكنها قفزت إلى 22% في موسم 2022/2023، وبلغت أكثر من 29% خلال الأشهر التسعة الأولى من موسم 2024/2025، مع ترجيحات بتجاوز هذا الرقم مع نهاية الموسم. وإذا استمر هذا الزخم، فإن المغرب مرشح بقوة لانتزاع المركز الثاني من هولندا كأكبر مزوّد للنرويج.

تنويع المنتجات الزراعية وتعزيز الثقة

ولم تقتصر النجاحات المغربية على الطماطم فقط، بل بدأت المملكة في تصدير منتجات أخرى إلى السوق النرويجية، مثل الماندرين، والتوت الأزرق، والتوت المجمد، وهي منتجات تعرف طلباً متزايداً، ما يعزز صورة المغرب كمصدر موثوق لمنتجات زراعية ذات جودة عالية.

السيادة الزراعية في مواجهة التحديات

ويؤكد هذا الإنجاز أن المغرب، رغم تحديات المناخ وقلة الموارد المائية، يمتلك القدرة على التكيّف والابتكار لتأمين حضور قوي في الأسواق العالمية.

فبفضل اعتماد تقنيات زراعية متقدمة، وتحسين سلاسل القيمة، واستهداف أسواق غير تقليدية، يواصل المغرب تعزيز مكانته في الساحة الفلاحية الدولية.

Share
  • Link copied
المقال التالي