صدرت حديثا عن مؤسسة “باحثون” للنشر والدراسات، رواية جديدة للناقد والروائي بوزيد الغلى، تحمل عنوان “الطلح لا يخطئ القبلة”.
ويستعرض الكاتب في هذه الرواية ، التي تقع في 330 صفحة من الحجم المتوسط، أحداثا بصمت حياة الراوي “زياد” الشخصية الرئيسية في الرواية وهو طفل عاش سنين حياته الأولى في منطقة أسا (إقليم أسا الزاك) التي “اكتوت بنار غارة غادرة عام 1979 “.
يقول الروائي بوزيد الغلى، ” الرواية تمتد زمنيا من لحظة فارقة في ذاكرة الراوي أو السارد زياد ، وهو يوم 4 يونيو 1979 ، عايش خلاله زياد الذي كان آنذاك فتى لا يتجاوزه عمره 8 سنوات، حرب الصحراء، إنها لحظة أليمة وشمت ذاكرة الفتى بعد غارة شنها (البوليساريو) على أسا”.
وأضاف الغلى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “إن الراوي يصف من خلال مخزون ذاكرته ما حدث من آلام كثيرة ، إن صور الرعب وشمت في ذاكرة الأطفال بعد أن تحولت ألعابهم البريئة الخالية من العنف الى ألعاب تحاكي العنف الذي عاشوا في أتونه”.
وجاء في مقدمة الرواية التي قدم لها الكاتب والمترجم هيبتن الحيرش ، “تدور أحداثها المتشابكة على مدى عقد ونصف من الزمان، من بداية السبعينات إلى نهاية التسعينات، وبهذا يجد القارئ نفسه وهو يرافق الشخصية الرئيسية في رحلة طويلة ومتموجة من صباها الأول، لترتسم أمامه ملامحها بالتدريج إلى أن تكتمل الصورة، إن على المستوى الاجتماعي (البيئة البدوية وما تزخر به مِن عادات وتقاليد وأعراف خاصة)، أو على الثقافي (تكوين الشخصية عبر مراحل الدراسة: ابتدائي، ثانوي، جامعي، مدرسة تكوين الأساتذة)، أو السياسي (الانضمام إلى تيار “إسلامي” ثم الخروج منه)، وهذا الخروج هو الذي يعطي للعنوان معناه، فهو في الواقع عودة إلى الأصل أكثر منه خروج (..) لأن الطلح مهما طوحت به الرياح، لا يخطئ القِبلة”.
وتابع أن الرواية “لا تقترب من السيرة الذاتية إلا لتبتعد عنها، بطلها زياد، تزداد معرفة القارئ به مع توالي الصفحات ، فضاؤها منطقة أسا ووادي نون، في جنوب المغرب، وهو فضاء ما يزال بكرا في حقل السرد ولو أنه حظي باهتمام كبير من طرف الباحثين الغربيين، خصوصا الفرنسيين منهم، من وجهة نظر أنثروبولوجية”.
وتتوزع الرواية على ستة فصول وهي “طيحة أسا 4 يونيو 1979″، و “أطياف الطفولة”، و “على شفا الجماعة”، و “أمواج الجماعة”، و”على وشك الولادة من جديد”، و “خارج الجماعة، فوق أديم الصحراء”.
وللروائي بوزيد الغلى ، المزداد بأسا سنة 1971 والحاصل على شهادة الدكتوراه في الآداب، مجموعة من الاصدارات من بينها ” دراسات في المأثور الشعبي الحساني “، و ” زاوية آسا: جدل التاريخ والأسطورة “، و “عتبات في المنجز السردي في الصحراء” (2015)، وكتاب “مفاردة الذاكرة الشعبية الحسانية: أضواء على المجتمع الحساني من خلال قيمه”، ورواية “التراث الشعبي الحساني: ثراء وتنوع ” لمنشورات الهيئة العامة المصرية للكتاب عام 2018 .
والكاتب بصدد إعداد كتاب نقدي جديد بعنوان ” الرواية والخصوصية المحلية” يتناول مجموعة من الروايات الصحراوية.
كما أن للكاتب أعمال في مجال القصة القصيرة ومنها “العين “، و”العائد” التي ترجمت إلى الفرنسية (le survivant)، بالإضافة الى عدة دراسات منشورة بمجلات مغربية و عربية.
تعليقات الزوار ( 0 )