شارك المقال
  • تم النسخ

الطريق إلى التعافي الصامد من فيروس “كورونا”

 هناك أربع أولويات للتحرك الواسع والسريع الذي تقوم به مجموعة البنك الدولي حاليا، وهي: إنقاذ الأرواح التي تهددها الجائحة؛ وحماية الفئات الفقيرة والأشد احتياجا؛ والمساعدة على إنقاذ الوظائف والشركات؛ والعمل على بناء تعاف أكثر قدرة على الصمود . هذه الأولويات موضحة في نهجنا العملي للتصدي لأزمة فيروس كورونا الصادر تحت عنوان: إنقاذ الأرواح وزيادة الأثر والعودة إلى المسار الصحيح. وأهيب بالجميع دراسة هذه الورقة بعمق، وأود هنا أن أسلط الضوء على عدة نقاط.

إن جائحة كورونا تقتضي عمل البنك الدولي بسرعة غير مسبوقة وعلى نطاق واسع وبانتقائية فريدة. وتطمح استجابتنا للأزمة إلى مساعدة البلدان المتعاملة معنا على مؤازرة مليار على الأقل من مواطنيهم الذين تأثروا بأزمة فيروس كورونا، وعلى إحياء الزخم على صعيد هدفينا الإنمائيين- وهما إنهاء الفقر المدقع، وتعزيز الرخاء المشترك.

ونقوم على تنظيم استجابتنا للأزمة على صعيد المراحل الثلاث للإغاثة وإعادة الهيكلة والتعافي القادر على الصمود.  الأولى تتعلق بالاستجابة الطارئة للتهديدات الصحية التي يشكلها فيروس كورونا وما يترتب عليه من آثار اجتماعية واقتصادية ومالية عاجلة. وبينما تتمكن البلدان من السيطرة على الجائحة وتبدأ في إعادة فتح اقتصاداتها، تركز مرحلة إعادة الهيكلة على تدعيم الأنظمة الصحية في مواجهة الأزمات المستقبلية؛ وعودة الحياة اليومية وسبل كسب العيش إلى طبيعتها من خلال التعليم وخلق الوظائف وتوفير سبل الحصول على الرعاية الصحية؛ ومساعدة الشركات والمؤسسات المالية على الوقوف من جديد على أقدام راسخة.

إن مرحلة التعافي الثابت تتطلب مساعدة البلدان على بناء مستقبل أكثر استدامة وشاملة وصمودا في عالم بدلته الجائحة.

ويتبلور كل هذا في فكرة “إعادة البناء على نحو أفضل”، التي تعني الاستعانة بالتدخلات التي تفي بالحاجة على المدى القصير مع عدم إغفال التحديات الإنمائية على المدى الأبعد.

وفي خضم معالجة هذه الأزمة، يكتسب التعاون الدولي قدرا جديدا من الأهمية. فمطالب التمويل مضنية بالفعل، ومن خلال التعاون الوثيق فقط نستطيع أن نرقي إلى مستوى هذا التحدي. وسنحتاج إلى توثيق عرى التعاون في العمل بين القطاعين العام والخاص، وخاصة بمساعدة القطاع الخاص على النهوض من جديد، وبهذه الطريقة نسهل الحفاظ على الوظائف وخلق أخرى جديدة. ومع أخذ الميزة النسبية لمجموعة البنك الدولي في الاعتبار، سنعمل مع الجهات المتعاملة معنا والشركاء- من القطاعين العام والخاص، والمؤسسات من متعددة الأطراف إلى المحلية- لوضع مناهج مبتكرة  من شأنها تسريع وتيرة التقدم في مكافحة الجائحة وتحويل الأزمة إلى فرصة.

وأنا متفائل أنه بالمثابرة والدعم الراسخ، ستتمكن بعض البلدان من الوصول إلى مرحلة التعافي الصامد بأسرع مما يمكن أن نتصوره اليوم. وهذا يقتضي منها جميعا ضرورة البدء في التفكير في سبل إعادة كل بلد نام بناء نفسه على نحو أفضل. إن الطريق طويل، وسنحتاج إلى تحالف عالمي حقيقي للاستجابة على النطاق المطلوب لتسطيح منحنى الجائحة وتصعيد منحنى التعافي. لكننا سنصل في النهاية.

*عن مدونة البنك الدولي بتصرف
*المدير المنتدب لشؤون العمليات بالبنك الدولي

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي