جائحة كورونا تشتد والصين تشدد القيود في بؤرة جديدة قبل رأس السنة القمرية. حيث شددت مدينتان صينيتان بجنوب بكين قيود مواجهة فيروس كورونا المستجد السبت فيما تسعى السلطات لوقف تزايد الإصابات خصوصا قبل احتفالات رأس السنة القمرية الشهر المقبل.
تمكنت الصين من السيطرة الى حد كبير على تفشي فيروس كورونا المستجد محليا بعد ظهوره للمرة الأولى في أواخر العام 2019 لكن تزايد الإصابات في مقاطعة هيبي المتاخمة لبكين أدى الى فرض إغلاق جديد.
أبلغت هيبي عن أكثر من 130 إصابة مؤكدة بكوفيد-19 الأسبوع الماضي، مع أكثر من 200 إصابة بدون عوارض.
معظم الحالات سجلت في مدينة شيجياتشوانغ التي تضم مع المناطق المحيطة بها 11 مليون شخص. وتم الإبلاغ عن عدة إصابات أخرى في مدينة شينغتاى المجاورة التي يقطنها 7 ملايين.
وقالت السلطات إن شيجياتشوانغ علقت حركة مترو الأنفاق اعتبارا من صباح السبت للمساعدة في “الوقاية من تفشي المرض والسيطرة عليه”.
تم إغلاق الطرق السريعة الرئيسية المؤدية إلى المدينة على بعد حوالى 300 كيلومتر جنوب بكين ، وتوقفت حركة تنقل الركاب بين المدن.
وطلبت شينغتاي ليلا من السكان البقاء في منازلهم لمدة أسبوع لكي تتمكن من ضبط انتشار الفيروس.
يأتي ذلك قبل رأس السنة القمرية حين يتنقل مئات ملايين الاشخاص عبر انحاء الصين لزيارة عائلاتهم وأصدقائهم. وحذر نائب وزير لجنة الصحة الوطنية تسنغ يي شين السبت من أن الاحتفالات “ستزيد من مخاطر العدوى”.
وأضاف تسنغ أن السلطات تقوم بتسريع عملية التلقيح مع إعطاء أكثر من 9 ملايين جرعة حتى الآن.
منحت السلطات الصحية في الآونة الأخيرة موافقة مشروطة للقاح مرشح تصنعه شركة الأدوية الصينية العملاقة سينوفارم، فيما استخدمت لقاحات في حالات الطوارئ في أواخر العام 2020.
اشتد ت حدة جائحة كوفيد-19 في كل أنحاء العالم تقريبا الجمعة، خصوصا في أميركا الشمالية وإفريقيا، في حين عزلت الصين مدينتين كبيرتين في مسعى لاحتواء بؤر جديدة من الوباء.
وعلى مدى سبعة أيام، تم تسجيل ما معد له 658 ألفا ومئة إصابة يوميا، أي بزيادة قدرها 14 بالمئة مقارنة بالأسبوع الماضي، وفق تعداد وكالة فرانس برس.
وتسج ل وتيرة الجائحة تسارعا نسبته 21 بالمئة في الولايات المتحدة وكندا، و19 بالمئة في القارة الإفريقية، و16 بالمئة في أميركا اللاتينية والكاريبي، و12 بالمئة في الشرق الاوسط، و8 بالمئة في أوروبا.
ومنذ ظهوره لأول مرة في الصين قبل عام وني ف أوقع فيروس كورونا المستجد نحو مليوني وفاة و87 مليون إصابة.
في ظل هذه المعطيات، عز زت أوروبا الجمعة حملات التلقيح ضد كوفيد-19 بمضاعفة طلبياتها من جرعات فايزر/بايونتك.
وإزاء الانتقادات الموج هة لبطء حملات التلقيح في القارة العجوز، ضاعف الاتحاد الأوروبي طلبياته من جرعات فايزر/بايونتك، بانتظار تسل م الدفعة الأولى من لقاح موديرنا.
وتتهي أ أوروبا للتصريح للقاح أسترازينيكا/أكسفورد، ليصبح الثالث من نوعه الذي يعطى الضوء الأخضر بعد فايزر/بايونتك وموديرنا.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين “لقد حصلنا على كمية من الجرعات التي نحتاج اليها لتلقيح 380 مليون أوروبي، وهذا يمثل أكثر من 80 بالمئة من سكان أوروبا”، في إشارة إلى حملة تلقيح بواسطة لقاحي فايزر/بايونتك وموديرنا.
وتابعت أن تصاريح أخرى للقاحات متوقعة “في الأسابيع والأشهر المقبلة”.
وتأمل بلجيكا أن تبدأ في يونيو حملة تلقيح كل من يرغب من البالغين.
والجمعة عززت المملكة المتحدة، أكثر دول أوروبا تسجيلا للوفيات بكوفيد-19 مع 79 الفا و833 وفاة، حملة التلقيح التي تجريها ضد فيروس كورونا بمصادقتها على استخدام لقاح موديرنا، بعدم كانت قد صادقت على استخدام لقاحي فايزر وأسترازينيكا.
وسج لت البلاد الجمعة 1325 وفاة إضافية بفيروس كورونا المستجد، في عدد قياسي منذ بدء تفشي الوباء على أراضيها. كذلك، سجل عدد قياسي للاصابات في 24 ساعة تجاوز 68 الف حالة.
وحذ ر رئيس بلدية لندن صادق خان أن المستشفيات شارفت على بلوغ قدرتها الاستيعابية.
وقال إن “الأوضاع في لندن حرجة حاليا، وتفشي الفيروس خارج السيطرة”.
ويثير التفشي السريع لسلالتين متحو رتين من كوفيد-19 قلقا كبيرا، لا سيما أن اللقاحات التي تم التوص ل إليها بسرعة قياسية لم توز ع بعد على نطاق واسع.
والجمعة دعت منظمة الصحة العالمية إلى تضامن أكبر على صعيد مكافحة كوفيد-19 وطلبت من الدول الغنية التوقف عن إبرام “اتفاقات ثنائية” مع مختبرات الأدوية.
وفي مؤشر مشجع، أعلن مختبر بايونتك أن لقاح فايزر/بايونتك يتمتع بفاعلية ضد تحور أساسي لسلالتين لفيروس كورونا المستجد رصدتا في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا.
وباستخدام المحاقن المناسبة يمكن استخراج ست جرعات من كل قارورة للقاح فايزر/بايونتك الذي تستخرج منه حاليا خمس جرعات فقط، ما يعزز الحملات التي تستخدم هذا اللقاح، وفق وكالة الأدوية الأوروبية.
لكن في فرنسا، يبدي أقل من نصف الأطباء “ثقتهم” بتلقي لقاح مضاد لكوفيد-19، وفق دراسة نشرت الجمعة.
أما في النمسا، فقد أثار نشر صحيفتين إعلانا مدفوعا لمعارضي تدابير احتواء كوفيد-19 استياء كبيرا.
وفي إيران، حظر مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي الجمعة استيراد لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد مصنعة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وجاء في تغريدة أطلقها “اللقاحات الأميركية والبريطانية غير مسموح لها” بدخول البلاد، مضيفا “لا ثقة بها (…) ربما يريدون تجربة اللقاح على دول أخرى”.
في الصين وأستراليا حيث الجائحة تحت السيطرة، تصد ت السلطات بسرعة كبيرة لظهور بؤر جديدة ومحصورة، خوفا من تفشي السلالتين المتحو رتين من الوباء على أراضيهما.
والجمعة عل قت بلديتان في جنوب بكين عمل وسائل النقل المشترك، وأطلقت حملة فحوص واسعة النطاق بعد رصد 127 إصابة في إحدى المناطق الأسبوع الماضي.
وباتت مدينتا شيجياتشوانغ وشينغتاي معزولتين عن العالم بعد قطع المواصلات الجوية ووقف القطارات وحافلات النقل المشترك للمسافات البعيدة. وتطال هذه التدابير 18 مليون شخص.
وقال وو تشي، المسعف في مركز رعاية الأمومة في شيجياتشوانغ، “أنا أكثر قلقا من السابق. لكنني أعتقد أنه سيتم احتواء الجائحة قريبا. لنكن أقوياء”.
أما في أستراليا، فقد فرضت السلطات عزلا لمدة ثلاثة أيام على مليونين من أبناء منطقة بريزين، ثالث أكبر مدينة في البلاد بعد رصد إصابة بسلالة كوفيد-19 المتحو رة المتفشية في بريطانيا لدى عامل في أحد فنادق المدينة.
وفي اليابان، فرضت حالة الطوارئ مجددا في طوكيو وضواحيها مع تسجيل مستوى إصابات قياسي.
أما في الولايات المتحدة، حيث ألغيت في كانون الأول/ديسمبر وظائف عدة بسبب تداعيات الجائحة للمرة الأولى منذ أبريل ، فقد سجل عدد قياسي جديد للوفيات في 24 ساعة مع نحو أربعة آلاف وفاة على ما أظهرت أرقام جامعة جونز هوبكنز. وسجلت في البلاد أكثر من 265 ألف إصابة جديدة.
في كاليفورنيا باتت المستشفيات لا تتسع للجثث وتم استخدام ما لا يقل عن 166 شاحنة مبردة كمشارح موقتة. وفي لوس انجليس يقضي شخص جراء كوفيد-19 كل 15 دقيقة.
وكشف فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أن الإدارة المقبلة ستقوم بتوزيع كل جرعات اللقاحات ضد كوفيد-19 التي بحوزتها بدلا من حجز نصف الجرعات من أجل احترام مهل تلقي الجرعة الثانية.
وتجاوزت البرازيل الخميس عتبة مئتي ألف وفاة بكوفيد-19، وبلغ عدد المتوفين 200,498 بينهم 1,524 فارقوا الحياة خلال الساعات الأربع والعشرين الفائتة، في ثاني أعلى حصيلة وفيات يومية منذ بدء تفش ي الجائحة بعد الولايات المتحدة (364,691 وفاة) فيما يتوقع الأخصائيون تفاقم الوضع.
وفي ماناوس (شمال) ارتفع عدد المتوفين بنسبة 80 بالمئة في الأسبوعين الأخيرين، ولم تعد المشارح ولا المقابر تتسع للجثامين.
وسج لت السنغال أكبر حصيلة يومية للوفيات والإصابات منذ بداية الجائحة. وفي زيمبابوي بدأ ممرضو واحد من أكبر مستشفيات البلاد إضرابا احتجاجا على نقص التجهيزات.
في السويد، أقر الجمعة تشريع يتيح للحكومة للمرة الأولى إغلاق المطاعم والشركات التجارية، أما في اليونان، فقد مد دت السلطات حتى 18 كانون الثاني/يناير الإغلاق الصارم المفروض في البلاد منذ نحو شهرين.
ووسط هذه الأجواء القاتمة، برزت بارقة أمل بعد تعافي الرضيع بترو البالغ ثلاثة أشهر من فيروس كورونا وخروجه من المستشفى بعدما أمضى غالبية أيامه التسعين الأولى في غرفة العناية المشددة.
تعليقات الزوار ( 0 )