قال محمد الدرويش، الفاعل الأكاديمي والسياسي ورئيس اتحاد نقابات التعليم العالي بدول المغرب العربي، إن جبهة البوليساريو تنطبق عليها كل مواصفات التنظيمات الإرهابية، داعيا إلى دعم المبادرة التشريعية التي تقدم بها نائبان من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأمريكي لتصنيف الجبهة ضمن لائحة المنظمات الإرهابية.
وأوضح الدرويش في تصريح صحفي توصلت به “بناصا”، أن المشروع الذي تقدم به النائب الجمهوري جو ويلسون يوم 26 يونيو 2025، ووقّع عليه أيضا النائب الديمقراطي جيمي بانيتا، يُعد سابقة في التوافق الحزبي الأمريكي حول مبادرة متعلقة بالسياسة الخارجية، وهو ما يعكس جدية الطرح وخطورته في الوقت ذاته.
وأشار إلى أن هذا التوجه يستند إلى معطيات ووقائع متعددة، أبرزها تبني الجبهة هجومًا بالقذائف يوم 27 يونيو الجاري استهدف منطقة قرب مدرسة وثكنة تابعة لبعثة “المينورسو” في مدينة السمارة، فضلا عن الهجمات المتكررة التي شنتها خلال الأشهر والسنوات الماضية، والتي طالت مدنا مغربية من بينها السمارة والمحبس، إلى جانب الهجوم المعروف في الكركرات.
كما اعتبر الدرويش أن “البوليساريو” تتحمل مسؤولية مباشرة في عدد من العمليات الإرهابية السابقة، بينها اختطاف متطوعين أجانب في منطقة واقعة بين نواذيبو ونواكشوط، وكذا اختطاف أوروبيين من مخيم الرابوني سنة 2011، إلى جانب حوادث أخرى تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، استهدفت مدنيين من جنسيات أمريكية وفرنسية وإسبانية.
وأكد أن مخيمات تندوف تحولت إلى أرضية خصبة للإرهاب والجريمة المنظمة، خاصة منذ سنة 2007 التي عرفت اختراق تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي للمنطقة، بالتوازي مع ظهور جماعات مسلحة مثل حركة التوحيد والجهاد وكتيبة المرابطين.
وفي السياق نفسه، حمّل الدرويش النظام الجزائري مسؤولية توفير الدعم الكامل للجبهة على المستويات اللوجيستية والعسكرية والدعائية، قائلا إن عناصر الجبهة يتلقون تدريبات متقدمة على حرب العصابات باستعمال أسلحة متطورة وطائرات مسيّرة إيرانية الصنع، بتأطير من ضباط جزائريين وخبراء من حزب الله وإيران.
واعتبر أن المبادرة الأمريكية تشكل فرصة حقيقية لكشف الواجهة الحقيقية للجبهة، كما تعرّي الدور الذي يلعبه النظام الجزائري في تغذية الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، وهو الدور الذي وصفه بغير المبرر وغير المقبول، خاصة في ظل مراجعة العديد من الدول لمواقفها السابقة من النزاع.
وأكد الفاعل الأكاديمي أن المغرب نجح في إعادة ترتيب موازين القوة قاريا ودوليا، من خلال الدبلوماسية الهادئة التي يقودها الملك محمد السادس، والتوسع القنصلي في الأقاليم الجنوبية، وانخراط عدد متزايد من الدول في دعم مبادرة الحكم الذاتي، فضلا عن النتائج الإيجابية المتحققة على المستويين الاقتصادي والأمني، ما جعل المملكة نقطة جذب للاستثمار والشراكات الاستراتيجية.
وختم الدرويش تصريحه بدعوة الأمم المتحدة إلى التدخل لوضع حد نهائي لهذا النزاع، مشيرا إلى أن الظروف الجيوسياسية الحالية تتيح إمكانية إنهائه بما يخدم أمن واستقرار المنطقة المغاربية ويعزز فرص التنمية والتكامل بين شعوبها.
تعليقات الزوار ( 0 )