كتبت نيويورك تايمز* تقريرا لأحد صحفييها من العاصمة الروسية موسكو يقول فيه أن الأيام التي دخل فيها اثنان من أقوى قادة الإرادة في العالم، فلاديمير بوتين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في علاقة لدعم أسعار النفط وتوسيع النفوذ قد انتهت مع انخفاض أسعار النفط وإلقاء التلفزيون الحكومي الروسي باللوم على المملكة العربية السعودية في انهيار الروبل.
ومقابل ذلك تقول الصحيفة، أن شركة أرامكو السعودية (شركة النفط الوطنية)، ردت بأنها ستبدأ في الأول من أبريل تزويد العملاء بـ 12.3 مليون برميل يوميًا. ويمثل ذلك زيادة بنسبة 26 في المائة في إنتاجها مقارنة بوضع ماقبل انهيار الصفقة مع روسيا.
ووضعت المملكة هدفا قاسيا ضد موسكو، فقد قدمت المملكة تخفيضات كبيرة إلى العملاء في أوروبا، وهي ضربة مباشرة ضد أحد الأسواق الرئيسية في روسيا.
وفي خضم هذا الاضطراب، كان من غير الواضح من هي الدولة الرابحة في نزاع قد يستمر على المدى الطويل، على الرغم من أن كليهما قد تضررا حتى الآن من انخفاض الأسعار.
ولكن الانهيار، حسب نيويورك تايمز، كان انتصارا واضحا لحليف واحد مقرب من الرئيس بوتين، إيجور إيتشين، رئيس أكبر شركة نفط روسية – روسنفت- وكان ذلك أيضًا بمثابة انقلاب على الاقتصاديين الروس ذوي الميول القومية العزم على معاقبة الولايات المتحدة، بغض النظر عن التكلفة التي تتحملها روسيا.
وتشير الصحيفة إلى أن الزيادة الكبيرة في إنتاج الصخر الزيتي أدت إلى تحويل الولايات المتحدة من مستورد كبير للنفط إلى أكبر منتج للنفط في العالم ومصدر متزايد الأهمية، مما يهدد الأسواق الروسية. لكن إنتاج النفط والغاز الصخري باهظ التكلفة، وروسيا تُحسب الآن أن العديد من الشركات لا تستطيع البقاء لأن الأسعار تنخفض بسرعة.
ونقلت الصحيفة عن ميخائيل دالياجين، مدير معهد مشاكل العولمة وخبير اقتصادي حكومي روسي سابق: “لسنا مستعدين لمنح سوقنا لأولئك الذين تكون تكاليف إنتاجهم أعلى من أسواقنا”. “لماذا يجب أن نتخلى عن سوقنا؟”.
وقال سيرجي غورييف، أستاذ الاقتصاد في ساينس بو في باريس وكبير الاقتصاديين السابق في البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، إن نسف اتفاقية الإنتاج مع أوبك “ليس في صالح روسيا على الإطلاق “لأنها فتحت حرب أسعار فقط مع السعوديين، وأضاف أن الشركات الأمريكية ، التي ستستغني عن العمال وحفارات حفر الآبار حتى تعود الأسعار إلى مستويات مربحة “إنهم لن يموتوا ، لكنهم يذهبون إلى السبات”.
وتنقل الصحيفة عن خبراء أن روسيا قد تخاطر بصراع عقابي وربما مطول مع المملكة العربية السعودية من أجل حصتها في السوق، على أن التوترات الجيوسياسية – منها ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 والعقوبات التي فرضها الغرب كعقاب – ساهمت في حسابات روسيا الاقتصادية وأيضًا ميزان نفوذ القوى داخل الكرملين.
وتقول الصحيفة أن المسؤولين الروس سارعوا هذا الأسبوع إلى طمأنة الجمهور بأنهم يسيطرون على الوضع، وأن البنك المركزي تدخل لإبطاء انخفاض قيمة الروبل مقابل الدولار.
وألقت محطات التلفزة الحكومية باللوم على المملكة العربية السعودية في انهيار الروبل وعرضت تعاليق لخبراء يرون أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ستعانيان في النهاية أكثر. وذكرت القناة الأولى الحكومية أنه”بهذه الأسعار ، ستنهار بحلول نهاية العام شركات الصخر الزيتي الأمريكية”.
وخلصت الصحيفة، إلى أن روسيا في نواح كثيرة توجد في وضع غير معتاد نتيجة تحمل تأثير انخفاض أسعار النفط، فروسيا فوجئت بدخول السعوديين في حرب اسعار بهذه السرعة.
*عن صحيفة نيويورك تايمز بتصرف
* مختص في العلاقات الدولية -متعاون مع موقع بناصا
تعليقات الزوار ( 0 )