Share
  • Link copied

الحرب الخفية للجزائر: كيف تحرك خيوط الفوضى في إفريقيا عبر تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية

كشفت صحيفة “Ynetnews” العبرية عن تفاصيل صادمة تتعلق بالدور الخفي الذي تلعبه الجزائر في زعزعة استقرار القارة الإفريقية، عبر تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية والميلشيات المسلحة تحت ستار الدبلوماسية.

وبينما تقدم الجزائر نفسها كدولة داعمة للاستقرار الإقليمي، فإن الأدلة المتزايدة والاستخبارات الدولية تشير إلى عكس ذلك تمامًا، حيث تتحول إلى لاعب رئيسي في إشعال التمردات المسلحة وتعزيز الانقسامات الجيوسياسية.

البوليساريو.. الذراع المسلح للجزائر في شمال إفريقيا

ولطالما دعمت الجزائر جبهة البوليساريو في صراعها ضد المغرب في الصحراء، حيث وفرت لهذه الجماعة الانفصالية الأسلحة المتطورة والمأوى والتمويل.

وأوضحت التقارير الاستخباراتية أن البوليساريو تمكنت من الحصول على أسلحة روسية متطورة وطائرات مسيرة إيرانية، مما أثار مخاوف دولية بشأن تصعيد التوترات في المنطقة.

دور الجزائر في دعم الإرهاب بالساحل الإفريقي

ولا يقتصر التأثير الجزائري على دعم الانفصاليين، بل يمتد ليشمل الجماعات الإرهابية الناشطة في الساحل الإفريقي. حيث تشير التقارير إلى اعتراض القوات المالية والفرنسية شحنات أسلحة قادمة من الجزائر بحوزة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (AQIM) وتنظيم داعش في الصحراء الكبرى (ISGS).

واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن هذا الأمر يعكس ازدواجية الموقف الجزائري، إذ تدّعي محاربة الإرهاب بينما تدعمه سراً لضمان نفوذها الإقليمي.

تحالفات عسكرية مشبوهة مع روسيا وإيران

وتُعتبر الجزائر واحدة من أكبر مستوردي الأسلحة الروسية في إفريقيا، حيث عقدت صفقات بمليارات الدولارات مع موسكو. إلا أن التساؤل الذي يطرحه المحللون هو: أين تذهب هذه الأسلحة؟

وأظهرت الأدلة وجود صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف (MANPADS) في مناطق تابعة للبوليساريو، إلى جانب طائرات مسيرة إيرانية يُعتقد أنها وصلت إلى الجماعات المسلحة عبر قنوات جزائرية.

التواطؤ الدولي وصمت القوى الكبرى

وعلى الرغم من تصاعد الأدلة على الدور الجزائري في تأجيج الصراعات، فإن القوى الغربية تلتزم الصمت، والسبب الرئيسي هو حاجة أوروبا إلى الغاز الجزائري، خاصة في ظل الأزمة الناتجة عن الحرب الروسية-الأوكرانية.

لكن داخل الأوساط السياسية في واشنطن، بدأ بعض المشرعين في المطالبة بمراجعة صفقات الأسلحة الجزائرية مع روسيا، بل واقتراح فرض عقوبات بموجب قانون مكافحة خصوم أمريكا عبر العقوبات (CAATSA).

ومع استمرار الجزائر في توظيف “حربها الخفية” لإعادة رسم خريطة الصراعات في إفريقيا، أصبح من الضروري تسليط الضوء على هذه الأنشطة المشبوهة. فكل دعم توفره للجماعات المسلحة، وكل سلاح يصل إلى التنظيمات الإرهابية، يساهم في تعميق حالة الفوضى التي تعيشها القارة.

Share
  • Link copied
المقال التالي