Share
  • Link copied

الحدود تشتعل بين الجزائر ومالي: هل تسعى الجزائر إلى ضمّ شمال مالي تحت غطاء أمني أم أنها تخطط لإشعال منطقة الساحل؟

في تقرير تحليلي صادر عن “ساحل أنتليجنس” بتاريخ 7 أبريل 2025، تتكشّف ملامح أزمة غير مسبوقة بين الجزائر ودول الساحل، بعد إسقاط طائرة مسيّرة تابعة للجيش المالي على يد مقاتلة جزائرية في منطقة “تين زاواتين”، قرب مدينة كيدال، المعقل التقليدي للحركات الطوارقية المسلحة في شمال مالي.

الحادثة، التي وقعت بين 31 مارس و1 أبريل، أُعلنت من قبل باماكو والنيجر وبوركينا فاسو كعمل عدائي مباشر و”خيانة لمسار التعاون الإقليمي”، خاصة بعد تأكيد تقارير استخباراتية أوروبية أن الطائرة كانت في مهمة لملاحقة خلية إرهابية نشطة داخل الأراضي المالية، قبل أن تُستهدف من طرف جزائري.

الأخطر، حسب المصدر ذاته، أن المقاتلة الجزائرية كانت ترافق قافلة مسلحة مكوّنة من نحو مئة عنصر مدرب في معسكرات جزائرية، يُعتقد أن مهمتهم كانت اختراق الحدود وتنفيذ عمليات تخريبية داخل العمق المالي.

وفي ردّ غاضب، أعلنت دول الكونفدرالية الثلاث سحب سفرائها من الجزائر، فيما أغلقت هذه الأخيرة مجالها الجوي أمام الطيران المالي، ليصل التوتر إلى ذروته مع إعلان مالي انسحابها من “اتفاق الجزائر للسلام” الموقّع سنة 2015.

وتشير التحليلات الجيوسياسية التي أوردها “ساحل أنتليجنس” إلى سيناريوهات مقلقة، من بينها احتمال سعي الجزائر إلى فرض منطقة عازلة في شمال مالي، عبر دعم الحركات الانفصالية الطوارقية، لتحقيق عمق استراتيجي يحميها من ارتدادات الفوضى جنوب الصحراء، لكن أيضًا ضمن رؤية توسعية تسعى إلى التأثير على موازين القوة في الساحل.

وفي خضمّ هذا التوتر، تراقب الرباط المشهد بحذر، إذ أن أي انفجار جديد في الساحل يهدد مشاريعها الكبرى مثل خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، والربط الاقتصادي مع عمق غرب إفريقيا عبر الداخلة.

ووفق “ساحل أنتليجنس”، فإن التحركات الجزائرية تُعيد تشكيل خارطة النفوذ في الساحل، ما يفرض على المغرب تعزيز حضوره الدبلوماسي والأمني بمنطق الشراكة لا الاصطفاف.

Share
  • Link copied
المقال التالي