شارك المقال
  • تم النسخ

الجفري: “أثق في دولة الإمارات ولا أثق في العدو الصهيوني”

بعد صمت مطبق عن اتخاذ موقف من الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي، وبعد توصله بكثير من الأسئلة “تستفتيه” في هذا الاتفاق الذي رفضه الشعب الفلسطيني والكثير من الفعاليات المدنية والأحزاب السياسية في العالم العربي، رد الشيخ الصوفي الحبيب الجفري الذي ينحدر من اليمن، والمحسوب على إمارة أبو ظبي بأنه يثق في دولة الإمارات وإرادتها الخير، ولا يثق في العدو الصهيوني والتزامه بالعهود.

وقال الجفري في تدوينة له على الفيسبوك إنه بعدما كثرت الأسئلة وتواصل الإلحاح من متابعي صفحته في الفيسبوك حول الموقف من إعلان دولة الإمارات عزمها على عقد صلح مع العدو الصهيوني، حيث أجاب الشيخ الجفري المقرب من ولي عهد أبي ظبي محمد بن زايد بالقول:”لا يخفى على من لديه مسكةٌ من علمٍ في الفقه أن قرار عقد المعاهدات مع العدو صلحًا كانت أو هدنةً هو من مسائل السياسة الشرعية التي أُنيطت بولي الأمر وفق ما يظهر له من مصلحة عامة”.

وأضاف مستدركا : “أثق في دولة الإمارات وإرادتها الخير، ولا أثق في العدو الصهيوني والتزامه بالعهود”.

وقال في تدوينة على الفيسبوك :” أثق على وجه التحديد في أخي الشيخ محمد بن زايد ثقة مبنية على معرفة عن قرب في المدة التي كنتُ فيها مقيمًا في الإمارات، وأعلم عن اطلاع بجدية اهتمامه لأمر المسجد الأقصى الشريف وشهدت مواقف له في ذلك لا يسمح الظرف ببسطها”.

وأرجع حملة الاستنكار التي تلت الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي إلى  “بعض التنظيمات والجماعات المتطرفة، ورفضه عبثهم باستقرار بلاده، ثم تدرجت هذه الحملة في التصاعد إبّان مرحلة الثورات، ووصلت إلى ذروتها في السنوات الأخيرة بعد توالي سقوط هذه التنظيمات والجماعات سياسيًا وشعبيًا في حالة من الاستعار الموغل في الفجور في الخصومة دون مراعاة لأوّليات دين ولا خُلق ولا مبدأ” حسب قوله.

وأعرب الجفري عن حزنه من التطبيع مع إسرائيل، وقال: ” يُحزنني كلُّ تطبيع جديد” مضيفا أنه “مهما اضطرت دُولُنا إلى عقد المعاهدات، لِما ترجّح لديها من تحقيق مصلحة عامة، أو دفع ضررٍ محقق، فلا ينبغي جعلُ ذلك ذريعةً للتطبيعِ الشعبي مع العدو وأدواته، وسيبقى الاحتلال عدوًا لنا، ولن يكون مُرحبًا بالمُحْتَلِّ بين ظهرانينا، وسوف نُربي أبناءنا على أن كل ذرةِ ترابٍ من أرض فلسطين هي فلسطينية وليس لغير أهلها حقٌ فيها، وأن القدس الشريف هو عاصمة فلسطين، وأن المسجد الأقصى المبارك هو مسرى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وثالث أقدس بقاع الأرض، وبذلك فإن الذبّ عن حَرَمِه الشريف ليس واجب الفلسطينيين وحدهم، بل هو واجبٌ على كل مسلمٍ قادرٍ على وجه الأرض، وكل من استخف بواجب الدفاع عنه فهو آثم القلب مطموس البصيرة، وأن يوم التحرير آتٍ لا محالة بإذن الله تعالى”.

وقال في نفس التدوينة في محاولة منه لشرعنة التطبيع عبر زيارة المسجد الأقصى” شدُّ الرحال إلى المسجد الأقصى الشريف سنة نبوية ثابتة مهجورة طوبى لمن أحياها، وجعل مجاورته أيام الزيارة في فنادق فلسطينية وأكل من مطاعمهم وابتاع من أسواقهم، ونال مع أجر الصلاة في المسجد الأقصى المبارك ثواب الرباط في سوحه أيام الزيارة، وهو أمر سبق تكرار الحث عليه مرارًا في الأعوام الماضية، فإن امتلاء ساحات الأقصى المبارك طوال أيام السنة بالزائرين من أنحاء المعمورة هو عمارة له، وسبب لجعل التعدي عليه أمرًا صعبًا”.

وختم الجفري تدوينته على الفيسبوك بقوله :”لا سبيل إلى الخروج من كل هذه البلايا إلا بتقوى الله تعالى، وصدق الالتجاء إليه، وتصفية القلوب مما علِقَ بها من أدران، وتزكية النفوس مما عراها من سوء، وتصحيح التوبة، وقوة الالتجاء الى الله، وانقطاع الرجاء عن غيره، ونفي أوهام امتلاك سواه للحَوْل والقوة والصولة والقدرة والنصرة والعطاء والمنع والضر والنفع، فكل ما سوى الله باطلٌ وهو سبحانه الحق المبين”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي