في خطوة تاريخية تهدف إلى تعزيز التعاون الرياضي والطيران في القارة الإفريقية، تم توقيع اتفاق بين الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) والخطوط الملكية المغربية (RAM)، الذي يضع الأخيرة كناقل رسمي وحصري لجميع المسابقات الرياضية التي ينظمها الاتحاد.
وهذا الاتفاق الذي وقع في 19 أبريل 2025، تحت إشراف فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبحضور باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي، وهاميد عدو، رئيس “الخطوط الملكية المغربية”، يمثل خطوة مهمة في تعزيز مكانة المغرب على الساحة الرياضية الإفريقية.
وفي الوقت الذي يحتفل فيه المغرب بتعزيز دوره كقوة رياضية في القارة الإفريقية، تترقب الجزائر تداعيات هذا الاتفاق على علاقاتها مع جارتها.
ومع إغلاق الجزائر لأجوائها أمام الطيران المغربي منذ سنوات، يضع هذا الاتفاق الحكومة الجزائرية أمام معضلة دبلوماسية قد تتجاوز حدود الرياضة.
ويلزم الاتفاق الذي وضع الخطوط الملكية المغربية في مركز النقل الرسمي للمسابقات التي ينظمها الاتحاد الإفريقي، الجزائر، إلى جانب باقي الدول الـ54 الأعضاء في الاتحاد، بتسهيل مرور طائرات RAM عبر أجوائها.
وفي حال رفضت الجزائر الامتثال لهذا القرار، فإنها قد تواجه عقوبات رياضية تتمثل في احتمال استبعادها من المشاركات الرياضية الإفريقية، وأيضا فقدان جزء من الإيرادات التي تحصل عليها من حقوق النقل التلفزيوني.
وعلى الرغم من أن الجزائر قد تتمسك بموقفها السياسي في هذا السياق، فإن من الضروري أن توازن بين مصالحها السياسية والرياضية، خاصة في ظل الأحداث الكبرى المقبلة، مثل كأس الأمم الإفريقية 2025 التي سيستضيفها المغرب، حيث يعتبر هذا الاتفاق خطوة لتوطيد العلاقة بين إفريقيا والمغرب عبر الرياضة.
ويعد الاتفاق بمثابة تعزيز لوجود “الخطوط الملكية المغربية” على الساحة الإفريقية، التي تسعى لتوسيع نطاق عملياتها عبر القارة، خصوصا مع استضافة المغرب لمجموعة من البطولات الهامة.
ومن خلال هذا الاتفاق، أصبح من المقرر أن تشهد الشركة المغربية زيادة كبيرة في حجم أسطولها وتوسيع شبكة خطوطها لتلبية احتياجات الجمهور الرياضي، مما قد يسهم في تنشيط حركة النقل الجوي في إفريقيا.
وفي هذا السياق، أعلن عبد الحميد عدو، رئيس “الخطوط الملكية المغربية”، عن اتخاذ إجراءات تسهيلية للمشجعين الراغبين في السفر إلى المغرب لدعم منتخباتهم، من بينها تسهيلات في الأسعار وتوفير خطوط مباشرة إلى مدن إفريقية كبرى، إضافة إلى تسهيلات للمغتربين الأفارقة المقيمين في أوروبا وأمريكا.
وتكتسب هذه الخطوة أبعادًا سياسية عميقة في الوقت الذي ينظر فيه البعض إلى الرياضة على أنها أداة لتجاوز الخلافات السياسية بين الدول.
كما أشار باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، إلى أن هذه المبادرة تعد لحظة تاريخية بالنسبة للكرة الإفريقية، وأنها ستسهم في تحسين العلاقات بين الدول الأعضاء.
لكن في حالة الجزائر، قد يمثل الاتفاق نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، حيث يمكن أن يساهم في خلق نوع من التقارب، أو على الأقل، في فتح نقاش حول ضرورة تجاوز الخلافات السياسية من أجل المصلحة المشتركة للقارة الإفريقية.
ويتوقع أن تساهم هذه الخطوة بشكل كبير في تعزيز العلاقة بين الدول الإفريقية، حيث تشير التوقعات إلى أن المملكة المغربية ستستفيد من زيادة السياحة الرياضية والتجارية. وقد تجلب هذه المبادرة تطورًا في قطاع الطيران، كما قد تساهم في توفير فرص اقتصادية للدول المشاركة في هذه المسابقات.
تعليقات الزوار ( 0 )