ألقت مصالح أمن الجيش، القبض على المدير العام للأمن الداخلي السابق، واسيني بوعزة، الذي تمت إقالته قبل أيّام، وأودعته الحبس الاحتياطي في انتظار محاكمته عقب “استكمال التحقيقات معه في عدة قضايا تتعلق بطريقة تسييره للجهاز الحساس الذي كان يديره”.
ونقلت صحيفة الوطن الجزائرية، الناطقة بالفرنسية، أن واسيني بوعزة قضى أمس ليلته الأولى في السجن، ووجهت له تهما تتعلق بتسييره لجهاز الأمن الداخلي بطريقة مخالفة للقانون، ما أحدث أزمة داخل النظام.
وكشفت الصحيفة أيضا، حسب مصادر بالمؤسّسة العسكرية، أن توتر العلاقة بين العميد بوعزة والرئيس عبد المجيد تبون خلال الفترة الأخيرة ظهرت بادية للعيان ولم تكن جيّدة، وهذا ما كان يطرح تساؤلات كبيرة لدى الرأي العام حسب القرارات والقرارات المضادة والمقاومة التي كان يبديها الجهاز ومعارضة شرسة للرئاسة.
وتحقيقات معمقة تم فتحها على مستوى مديرية أمن الجيش، مست عدّة ملفات تتعلق بتسيير واسيني بوعزة وقراراته، وامتداداته في عالم السياسة والإعلام، حيث كان على علم بأنه غير مرغوب فيه ، ورحيله من المنصب أصبح وشيكًا حسب الصحيفة دائما.
وأقال الرئيس تبون وزير الدفاع الوطني والقائد الأعلى للجيش بالجزائر العميد واسيني بوعزة، يوم الاثنين الماضي من منصبه، وحلّ مكان بوعزة، العميد عبد الغني راشدي، الذي نُصّب مديرًا عامًا بالنيابة، وهو الذي تم تعيينه قبل أيام فقط نائبًا للمدير العام للأمن الداخلي بصلاحيات واسعة.
وتداولت مصادر مختلفة اخبار عن توتر العلاقة بين العميد واسيني والرئيس تبون بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وكان الجميع ينتظر إقالته من منصبه، بخاصة وأنه تم تداول معلومات كثيرة لم تثبت صحتها بشأن دعمه المفرط للمترشح عزالدين ميهوبي الذي كان أحد منافسي تبون في الرئاسيات الماضية ، وقيل بان واسيني أعطى تعليمات لبعض المسؤولين بدعم ميهوبي على حساب تبون.
ونقلت مواقع جزائرية، يوم الاثنين الفائت، أخبارا عن قتال جرى، مساء يوم الاثنين 13 من أبريل الجاري، في محيط مقر مديرية الأمن الداخلي في العاصمة التي شهدت إطلاق نار كثيف متبادل بين فرقة من قوات الخاصة وبين الحراس الخاصين بالجنرال بوعزة وسيني.
ونقلت هذه المصادر عن شهود عيان من داخل مقر مديرية الأمن الداخلي على أنه في ساعة مبكرة من صباح الإثنين وقعت اشتباكات مسلحة في مدخل المديرية.
حيث أن الفرق الأمنية حاولت اقتحام مقر المديرية من عدة جهات لاعتقال الجنرال وسيني بوعزة مدير المخابرات الداخلية بالقوة بأمر من الجنرال سعيد شنقريحة، وتصدت لهم وحدات من قوات المقر المسلحة.
تعليقات الزوار ( 0 )