عرفت مجموعة من مناطق إقليم الحسيمة، خلال الأيام الماضية، تساقطات ثلجية مهمةّ غطّت الجبال المحيطة بمدن مثل تارجيست وكتامة، مانحةً لسكان المنطقة، متنفّساً للتخفيف عن النفس ما لحقها من أحزانٍ جرّاء تفشي جائحة فيروس كورونا، منذ شهر مارس من سنة 2020 المنقضية.
وبمجرد ارتداء الجبال المحاذية لتارجيست التي تبعد عن الحسيمة بحوالي 72 كيلومتراً، توافد العشرات من المواطنين القاطنين بالنواحي، على غابة “تيزيفري”، من أجل قضاء أوقاتٍ في أحضان الطبيعة، والترويح عن النفس، بالرغم من صعوبة الطريق الموصلة إليها.
وتبادل مجموعة من ساكنة تارجيست على مواقع التواصل الاجتماعيّ، صوراً لهم أثناء تواجدهم في منطقة “تيزيفري”، التي تعدّ أبرز وجهة للقاطنين بالمدينة المذكورة ونواحيها خلال فصل الشتاء، لما تتميز به من مؤهلات طبيعية مهمّة، وما توفّره من مناظرٍ جذّابة.
وأعرب عددٌ من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن فرحتهم بهذه التساقطات، التي تعدّ أفضل من السنة الماضية، نظرا لما توّفره من مناظر طبيعية خلّابة، حيث كتب يحيى، واحدٌ من القاطنين بمدينة تارجيست، في تدوينة على حسابه الشخصي: “الحمد لله والشّكر لله، وصلنا بخير وعلى خير للنرويج”.
وتابع يحيى في التدوينة نفسها: “مانعاودش ليكم النرويج لبرودة بزاف.. عاود قولولي كنكذب راه تما الساك ديال الحوايج فيه الأكل واللباس”، وذلك في إشارة منه إلى التساقطات الثلجية المهمّة التي عرفتها منطقة تيزيفري، والتي شبهها بما تشهده دولة النرويج، المعروفة بالثلوج.
الشخص نفسه عاد لينتقد في تدوينة أخرى، تأخر استجابة السلطات للمطالب التي رفعها الساكنة من أجل تعبيد طريقٍ لـ”تيزيفري”، لتسهيل الوصول إليه خلال فصول السنة، خاصة في الشتاء، الذي يعرف تساقطات ثلجية مهمةّ تعرقل حركة السيارات.
وكتب يحيى تعليقاً على فيديو بثه على حسابه بـ”فيسبوك”، يُظهر اكتظاظ الطريق الصغير الموصل للمنطقة المذكورة، بعشرات السيارات: “هنا كينطبق علينا المثل القائل: وقف حمار الشيخ في العقبة، متسائلاً: علاش زعما كون طريق تيزيفري ثلاثية كون وصلوا الناس أو ميبقاوش حابسين غير فبنجل”.
وأضاف الشخص ذاته: “لماذا يتم تهميش منطة الريف”، معرباً في ختام تدوينته عن أمله في أن يتم إصلاح الطريق في القريب العاجل، خاصة بعد توارد أنباء عن تخصيص ميزانية من طرف السلطات، من أجل تعبيد الطريق الرابط بين مدينة تارجيست وغابة تيزيفري، التي تعدّ متنفس أبناء المنطقة الوحيد خلال فصل الخريف والشتاء والربيع.
وفي سياقٍ متّصلٍ، اشتكى سكان عددٍ من الجماعات القروية القريبة من إساكن، والتابعة ترابيا لإقليم الحسيمة، من تأخر السلطات في التحرك لفكّ العزلة التي فرضتها التساقطات الثلجية الكبيرة التي عرفتها المنطقة، والتي تسببت في قطع مجموعة من الطرق.
تعليقات الزوار ( 0 )