استنكر الناشط الحقوقي والفاعل الجمعوي الخدير الغرابي، ما أسماه بـ”الإقصاء والتمييز” الذي يمارسه رئيس المجلس الجماعي للدروة، ضد بعض الجمعيات، التي يتم حرمانها من استغلال المرافق العامة.
وأكد الخدير الغرابي، في تدوينة نشرها على حسابه بـ”فيسبوك”، أن ما يحدث في مدينة الدروة، يثير استياء واسعاً، بعدما “بدا أن المجلس الجماعي يتعامل بانتقائية مع الجمعيات، ويميز بينها في استغلال المرافق العمومية حسب قاعدة الولاء وما يترتب على ذلك”.
وأضاف الغرابي، أن “جمعية مبادرات بلا حدود” تقدمت بطلب إلى رئيس جماعة الدروة، لاستغلال ملعب القرب بجنان الدروة لتنظيم دوري رمضاني لكرة القدم، إلا أن “المجلس الجماعي لم يرد على الطلب لا بالموافقة ولا بالرفض، في تجاهل تام لأبسط مبادئ التعامل الإداري الشفاف”.
في المقابل، تابع الفاعل الجمعوي، “فوجئ المهتمون بإعلان جمعية أخرى عن تنظيم دوري رمضاني بشراكة رسمية مع المجلس الجماعي، مما يؤكد أن عدم الرد لم يكن مجرد إهمال إداري، بل إقصاء مقصودا وتمييزا واضحا بين الجمعيات، دون أي مبرر قانوني أو موضوعي”.
وأردف أنه “بعد مرور أكثر من 20 يومًا، وقبل أقل من أسبوع على حلول شهر رمضان المبارك دون أي رد من المجلس، قررت الجمعية مراسلة باشا مدينة الدروة، ثم عامل إقليم برشيد، مطالبة بتوضيح رسمي حول أسباب هذا التجاهل، والتمييز بين الجمعيات في الاستفادة من مرافق عمومية يُفترض أن تكون متاحة للجميع وفق مبدأ تكافؤ الفرص”.
واعتبر الفاعل الجمعوي، أن ما حدث بالدروة، يعكس إشكالية أعمق تتعلق بتسيير المرافق الجماعية، متسائلاً: “هل يتم توزيعها بناءً على معايير شفافة وعادلة، أم أن هناك “جمعيات محظوظة” تستفيد من الامتيازات، بينما يتم إقصاء أخرى لاعتبارات غير مفهومة؟”.
وشدد على أن “الرياضة حق للشباب، والمرافق الجماعية ليست ملكا خاصًا لأي جهة، بل هي فضاءات عامة يجب أن تُدار بعدالة وشفافية، بعيدا عن المحاباة والمحاصصة”، معتبراً أن “الصمت عن مثل هذه الممارسات يعمّق فقدان الثقة في المؤسسات المنتخبة، ويجعل المجتمع المدني يتساءل عن مدى احترام الجماعة لمبادئ الحكامة الجيدة”.
فالمطلوب اليوم، حسب الغرابي، ليس مجرد توضيح ما حدث، بل “تصحيح المسار وضمان عدالة توزيع المرافق العمومية، لأن ما يحدث لا يمس فقط جمعية معينة، بل يضرب في الصميم روح العدالة والمساواة بين الجمعيات والفاعلين المحليين”.
وتساءل: “هل سيخضع المجلس الجماعي لتوجيهات السلطة الإقليمية لتصحيح الوضع؟ أم أن سياسة “التمييز بين الجمعيات” ستظل مستمرة في ظل سياسة الأمر الواقع التي ينهجها المجلس مع الجمعيات المحلية بصفة عامة بإستثناء المقربين والمحظوظين ومن لهم من يدافع عنهم من داخل المجلس؟”.
وكان الغرابي قد وجه، باسم الجمعية، شكاية إلى عامل الإقليم، حيث قال فيها إنه قدم طلبا إلى رئيس جماعة الدروة بتاريخ 3 فبراير 2025، تحت رقم 262، متعلق باستغلال ملعب القرب بجنان الدروة لتنظيم الدوري الرمضاني لكرة القدم خلال شهر رمضان، غير أنه ورغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع، لم يتلق أي رد رسمي بخصوص الموافقة أو الرفض.
وقال لغرابي في شكايته، إن هذا الأمر، أدى إلى “تعذر برمجة الدوري في وقته المناسب”، مضيفاً أنه “نظرا لأن شهر رمضان بات وشيكا، فإن عدم الحسم في هذا الطلب يعيق تنفيذ هذه الفعالية الرياضية الهادفة، والتي تسعى إلى تعزيز الروح الرياضية والأخلاقية بين الشباب وإحياء أجواء رمضان المبارك بأنشطة مجتمعية مفيدة”.
والتمس الناشط الجمعوي، في رسالته التي أرفقها بنسخة من الطلب الموجه إلى رئيس الجماعة، من عامل الإقليم، “التدخل لدى المصالح المعنية بجماعة الدروة، من أجل البت في هذا الطلب، واتخاذ القرار المناسب في أقرب وقت ممكن، حرصا على دعم المبادرات الشبابية والرياضية بالإقليم”.
تعليقات الزوار ( 0 )