شهدت الإحصائيات اليومية لحالات الوفيات الناجمة عن مضاعفات الإصابة فيروس كورونا المستجد بالمغرب، ارتفعاً قياسيا وغير مسبوق في الأيام الأخيرة، بعدما تعدّت الأرقام الـ 100 حالة في 24 ساعة، ما زاد المخاوف بشكل كبير في صفوف المواطنين، سيما بعدما بات متحور “دلتا”، الأشد سرعة من سابقه، السلالة السائدة داخل المملكة.
وسجلت وزارة الصحة، في آخر نشرة وبائية، 115 حالة وفاة، ليرتفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين توفوا جراء الإصابة بالفيروس التاجي منذ دخول الوباء إلى البلاد، شهر مارس من سنة 2020، إلى 11587، أغلبها رصدت بالدار البيضاء، بواقع 21، والحسيمة بـ 10، والجديدة ووجدة والناظور وبني ملال وزاكورة، فاس، كلميم، سيدي إفني، بـ 3 في كل منها.
وحول هذا الموضوع، كشف رشيد بوفونس، وهو صيدلاني بالحسيمة، أسباب كثرة الوفيات، على مستوى المدينة، حيث قال إن “معظم الوفيات جراء الفيروس، تأتي بسبب بعض الأفعال التي يقوم بها الناس فيما بينهم، فحين يمرض أحدهم، لا تتم المبادرة بمعالجته وأخذه إلى المستشفى، بل يتم تركه في البيت، ونقوم بمنحه بعض الأعشاب والأدوية التقليدية.
وأضاف أنه بسبب هذا الأمر، “يتفاقم المرض، وينقص الأوكسجين، ويدخل في متاهات صحية، وتحصل مضاعفات نعرفها جميعا، وفي الغالب تحدث الوفاة”، متابعاً: “حين يمرض الأب أو الأخ لا نقوم بأخذه إلى المستشفى، حيث نقيس له الأوكسجين في الدم، ورغم أنه يكون منخفضا، إلا أننا لا نأخذه للمستشفى، بدعوى أن الأخير به كورونا”، متسائلاً: “هاذ السيد الذي هبط ليه الأوكسجين ليس به كورونا، ومن في المستشفى به كورونا؟”.
واسترسل أن “يجب أن نقدم الإسعافات الأولية لآبائنا الكبار في السن، وأوصي بأن بتم أخذ الشخص إلى المستشفى مباشرة، في حال كان يحتاج الأوكسجين، وسبق لي أن قمت بقياس الأوكسجين لبهض الأشخاص ووجدته في 50، والكثير منهم توفوا جراء ذلك، حيث يبقون في المنزل لأسبوع أو اثنين لغاية الوفاة، لا يريد الأبناء أخذهم للمستشفى بدعوى أن المستشفى لا يعتني بهم”.
وشدد على أن المستشفى به “أشخاص لهم ضمير حي”، مستدركاً: “طبعاً هناك أشخاص يعملون بالضمير وآخرون لا يشتعلون به، ولكن الأغلبية يعملون بضمير حي، وحسب طاقاتهم، ولكني أشهد أنه إن ذهب شخص يحتاج للأوكسجين إليهم، فإنهم يقومون بوضع الأوكسجين له، ثم يطلبون نقله إلى مستشفى إمزورن، الخاص بمرضى كورونا”.
ودعا الصيدلاني نفسه، إلى ضرورة “أخذ الشخص إلى مستشفى إمزورن، في حال تم الإحالة عليه، وتجنب إعادة المريض إلى المنزل، لأنه خطأ، فلا يمكن أن أنرك الشهص يموت في المنزل، بدل أخده إلى المستشفى لإنقاده، موصيا بضرورة أخذ الشخص للمستشفى في حال كان الأوكسجين في الدم قليلاً، وداعيا لتضافر الجهود لموادهة الفيروس”.
تعليقات الزوار ( 0 )