في مقال تحليلي نشرته صحيفة The Telegraph البريطانية يوم أمس (الثلاثاء) فاتح يوليو 2025، حذر الباحث والمحلل العسكري البريطاني روبرت كلارك من أن إيران تدخل مرحلة جديدة في “حربها المرعبة ضد الغرب”، منبهاً إلى أن جبهة البوليساريو باتت تمثل تهديداً إرهابياً متزايداً في شمال إفريقيا، بسبب تحالفها العلني والمتنامي مع النظام الإيراني وذراعه حزب الله.
واعتبر كلارك، الباحث في Yorktown Institute وعضو سابق في الجيش البريطاني، أن البوليساريو لم تعد مجرد ميليشيا انفصالية ذات مطالب إقليمية، بل تحولت إلى أداة في الاستراتيجية الإيرانية غير التقليدية، التي باتت تعتمد بشكل متزايد على الوكلاء بعد تعرض ترسانتها التقليدية لضربات إسرائيلية موجعة في الأسابيع الأخيرة.
وأشار المقال إلى أن البوليساريو، ذات التوجه الماركسي، تلقت منذ سنوات دعماً لوجستياً وتسليحياً من إيران، وهو دعم تصاعد في الآونة الأخيرة ليشمل صواريخ وقذائف تم استخدامها – بحسب المقال – في استهداف مدنيين مغاربة بالقرب من معسكر تابع للأمم المتحدة في الصحراء.
وذهب كلارك إلى حدّ التأكيد على أن “التحالف العقائدي” بين البوليساريو وطهران بلغ مستويات مقلقة، مشيراً إلى إشادة قادة الجبهة بهجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في أكتوبر 2023، وتبنيهم علناً لما يسمى بـ”محور المقاومة” الممتد من إيران إلى غزة إلى الصحراء الغربية.
كما كشف الكاتب عن مخططات تم إحباطها مؤخراً لاستهداف المكتب الإسرائيلي في المغرب، محذراً من احتمالية استهداف مصالح بريطانية في المنطقة ضمن هذا التحالف المتنامي بين إيران وأذرعها الجديدة.
في ختام مقاله، دعا كلارك الحكومة البريطانية بشكل مباشر إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة في تصنيف جبهة البوليساريو تنظيماً إرهابياً، تماشياً مع موقف لندن الداعم لمخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية المغربية.
وكتب: “على بريطانيا أن تدعم حليفتها المغرب، وشريكتها الولايات المتحدة، وأمنها القومي الخاص، عبر تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية. أي تردد سيكون مكلفاً في ظل التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم”.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة بعد وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وإيران، والذي لا تزال هشاشته محور قلق دولي. كما تعكس المخاوف المتزايدة في الدوائر الغربية من توسّع النفوذ الإيراني إلى الساحة المغاربية عبر وكلاء محليين.
تعليقات الزوار ( 0 )