تواصل جبهة البوليساريو الانفصالية، انتهاك حقوق الأطفال في مخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية، حيث عمدت مؤخرا إلى إلباس الأطفال بدل عسكرية، ودفعهم للمشاركة في استعراضات وُصفت بـ”الإجرامية”، إلى جانب تلسيح فئة أخرى، وإجبارها على التوجه إلى ما تسميه بـ”ميادين القتل”، للمشاركة في الحرب المزعومة.
وتناقلت مجموعة من الحسابات التابعة لأعضاء من جبهة البوليساريو، عدداً من الصور ومقاطع الفيديو، التي تظهر الاستعراضات التي تنظمها جماعة الرابوني، بحضور كبير للأطفال الذين يتم اتنتهاك أبسط حقوقهم، إلى جانب النساء، اللواتي يتم استغلالهن في المعارك التي يخوضها أتباع إبراهيم غالي.
وكان الناشط الحقوقي الفاضل ابريكة، قد قال إنه “بمناسبة الدورة السادسة والأربعون لحقوق لإنسان، المنعقدة من 22 فبراير إلى 23 مارس 2021 بجنيف، تنتهك قيادة جبهة البوليساريو حقوق الأطفال والنساء بإدخالهم ثكنات عسكرية وتدريبهم على حمل السلاح، واستعراضاتهم العسكرية في مخيمات اللائجين الصحراويين جنوب تندويف”.
وأضاف ابريكة في تدوينة على حسابه الشخصي بـ”فيسبوك”، أن “هذه القيم تتنافى مع قيم ومواثيق المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة.. خصوصاً إعلان جنيف لحقوق الطفل سنة 1924، وفي إعلان حقوق الطفل الذي اعتمدته الجمعية العامة في 20 نوفمبر 1959″، مسترسلاً في إيراد نصّه.
وجاء في الإعلان، أن الدول الأطراف في هذه الاتفاقية، ترى “أنه وفقاً للمبادئ المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة، يشكل الاعتراف بالكرامة المتأصلة لجميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية وغير القابلة للتصرف، أساس الحرية والعدالة والسلم في العالم”، متابعاً: “وإذ تضع في اعتبارها أن شعوب الأمم المتحدة قد أكدت من جديد في الميثاق إيمانها بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره”
وأردف المصدر: “وعقدت العزم على أن تدفع بالرقي الاجتماعي قدما وترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح”، مضيفاً: “وإذ تدرك أن الأمم المتحدة قد أعلنت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان، أن لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات الواردة في تلك الصكوك، دون أي نوع من أنواع التمييز”.
وواصل الناشط الحقوقي إيراد ما يتضمنه الإعلان المذكور: “وإذ تشير إلى أن الأمم المتحدة قد أعلنت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن للطفولة الحق في رعاية ومساعدة خاصتين”، مضيفاً: “واقتناعا منها بأن الأسرة، باعتبارها الوحدة الأساسية للمجتمع والبيئة الطبيعية لنمو ورفاهية جميع أفرادها، وبخاصة الأطفال، ينبغي أن تولي الحماية والمساعدة اللازمتين لتتمكن من الاضطلاع الكامل بمسؤوليتها داخل المجتمع”.
ومضى ابريكة في سرد بقية التفاصيل التي يتضمنها إعلان حقوق الطفل، والتي تضع كلّها جبهة البوليساريو الانفصالية، في موقع التنظيم المنتهك لأبسط حقوق الصغار، في موقف يُشبّهه مراقبون بما كان يقوم به تنظيم داعش الإرهابي، وهو جعل العديد من الخبراء، يعتبرون أن جماعة الرابوني، باتت ضمن التنظيمات الإرهابية.
ومن جانبه تعجب مصطفى سلمى، المدير العام لما يسمى بـ”الأمن الوطني” التابع للجمهورية الوهمية، من العروض العسكرية التي قام بها الأطفال بالمخيمات، قبل أن يكتب: “لا لاستغلال الأطفال في المعارك السياسية”، مضيفاً: “أطفال الروض في استعراضات اليوم بمخيم ولاية السمارة”، التابع لولاية تندوف الجزائرية.
وبدوره تفاعل الصحافي الجزائري، وليد كبير، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مع استغلال جبهة البوليساريو الانفصالية للأطفال في المعارك التي تخوضها، حيث نشر مقطع فيديو لطفل من أبناء المخيمات، وهو يوجه رسالة تهديدية، لُقّنت له، للمغاربة، معتبراً أنه ضحية لتنظيم جماعة الرابوني الإرهابي.
وقال كبير في تعليقه على المقطع: “هذا الطفل الذي ألبسوه زياً عسكرياً هو ضحية تنظيم البوليساريو الإرهابي، الذي خطف منه براءته وحرمه من حقوقه التي تسمح له بأن ينمو بشكل طبيعي وسليم !”، مسترسلاً: “عصابة مخيمات تندوف وبرعاية نظام العسكر يرتكبون في العلن جرائم نكراء ضد الإنسانية وفي حق الطفولة”، مشدداً على أنه يجب محاسبتهم على ذلك.
يشار إلى أن البوليساريو، تواصل فرض حصارٍ شامل على مخيمات تندوف، وتمنع كافة المحتجزين من الخروج بسبب ما تسميه حالة الطوارئ المفروضة جراء الحرب التي تدعي أنها تخوضها ضد المغرب، وسط انفلات أمنيّ كبير داخل المنطقة، وتعرض مجموعة من الصحراويين للسرقة والاعتداء بشكل متكرر.
تعليقات الزوار ( 0 )