أشادت تقارير إعلامية إسبانية بما اعتبرته تطوّراً هاماً في مسار حلّ الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، بعدما نجحت حكومة مدريد في التواصل إلى اتفاق مع الرباط، يقضي بإعادة بقية القاصرين المتواجدين في مدينة سبتة المحتلة، إلى المملكة، بعد شهور من الجمود الذي تلا الأزمة التي تسببت فيها وزيرة الخارجية السابقة، أرانشا غونزاليس لايا، عقب قبولها استضافة زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي.
واعتبر مجموعة من متابعي تطورات الأزمة، أنه وعلى الرغم من أن موقف المغرب بخصوص إعادة القاصرين غير المصحوبين بذويهم واضح منذ البداية، إلا أن الشروع في إرجاع الأطفال، قبل يومين، عبر مجموعات، يعني أن التواصل بين الرباط ومدريد قد عاد بالفعل، وهو ما يؤشر على قرب انفراج الأزمة الحادة التي دخل فيها البلدان منذ أبريل الماضي.
وقالت “إل إسبانيول”، إن وزير الخارجية الجديد، خوسيه مانويل ألباريس، سجل هدفه الدبلوماسي الأول، بعد أكثر من شهر على توليه لمنصبه خلفا لأرانشا غونزاليس لايا، بعدما اتفقت مدريد والرباط، على إرجاع 800 قاصرا دخلوا سبتة يومي 17 و18 ماي، وظلوا بالثغر المحتل، حيث تم الشروع في العملية، بالفعل، الجمعة الماضي.
وكان وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، قد طالب بـ”إعادة القاصرين إلى المغرب”، في رسالة وجهها إلى حكومة سبتة المحتلة، وهو الأمر الذي عملت المملكة على تسهيله، بعد اجتماعها بمسؤولين من الثغر المحتل، مؤكدةً أنها ملتزمة بـ”حماية مصالح القاصرين”، ليتم تطبيق المادة 5 من الاتفاقية التي تجمع بين البلدين بشأن التعاون في مجال الهجرة.
وتطرقت اليومية الإسبانية، إلى التصريحات السابقة التي أصدرتها مندوبة حكومة سبتة المحتلة، سلفادورا ماتيوس، والتي قالت خلالها، إن العلاقات مع المغرب جيدة جداً، وإن الأيام المقبلة، ستتحسن أكثر، معربة عن أملها في أن “يتم إعادة جميع القاصرين إل وطنهم قبل بدء العام الدراسي”، وهو ما يشير، وفق “إل إسبانيول”، إلى أن مفاوضات بين الرباط ومدريد، تمت في هذا الشأن.
وذكرت الصحيفة، أن عمدة سبتة، خوان فيفاس، طالب بالعثور على حل للأزمة بين البلدين، معتبراً بأن الحياة داخل الثغر المحتل، تعاني من وجود الكثير من المهاجرين في منطقة صغيرة جغرافياً، مسترسلةً أنه منذ وصول ألباريس للخارجية الإسبانية، خفت حدة العداء للمغرب بشكل ملحوظ، ولم تعد تصدر الوزارة تصريحات مخالفة لموقف الحكومة.
ونبهت إلى أن السلطات المغربية، دعت في الآونة الأخيرة ممثل السفارة الإسبانية في الرباط، إلى زيارة مقر جهاز مكافحة الإرهاب التابع لها، وهي المناسبة التي عرفت حضور العديد من الدبلوماسيين من عدة بلدان، مسترسلةً أن هذه الخطوة، تعدّ أكبر من مجرد لفتة رمزية، خصوصاً أن المملكة، سبق لها استبعاد إسبانيا من عدة مناسبات سابقة مشابهة.
التوافق الإسباني المغربي على إعادة القاصرين، لم يعجب حزب بوديموس، حيث أعربت أيوني بيلارا، وزيرة الحقوق الاجتماعية وأجندة 2030، المنتمية له، عن أسفها لأنها لم تتلق أي رد على الرغم من قضائها لشهور تنتظر وزارة الداخلية، للعمل على بروتوكول لمّ شمل الأسرة بأبنائها، الذين هاجروا بمفردهم وفقا للمتطلبات الدولية.
تعليقات الزوار ( 0 )