شارك المقال
  • تم النسخ

طلحة جبريل: لا توجد صحافة إلكترونية بالمغرب بل مواقع إلكترونية وحسب

تساءل الإعلامي المعروف طلحة جبريل، في معرض محاضرة مساء اليوم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، عما إذا كان المغرب يتوفر على صحافة إلكترونيه، حيث ذهب في الجواب عن السؤال إلى محاولة تعريف الصحافة الإلكترونية.

واعتبر الإعلامي المخضرم، في محاضرة بعنوان “مستقل الصحافة الإلكترونية بالمغرب” أن الصحافة الإلكترونية هي الصحافة التي تُجدد على مدار الساعة وتتضمن المسموع والمقروء والمرئي، وتعتني أكثر بالأجناس الصحافية المعروفة من خبر وحوار واستطلاع ورأي ووثائق وتحقيق..الخ.

إذا أخذنا هذا التعريف وطبقناه على ما يسمى بالصحافة الإلكترونية بالمغرب، هل يوجد هذا التعريف بالصحافة المغربية؟ يتساءل طلحة جبريل. ويجيب: بكل موضوعية لا يوجد هذا التعريف بتاتا في الصحافة الإلكترونية المغربية، وبهذا التعريف يمكن أن نطلق عليها مواقع إلكترونية وليست صحافة إلكترونية.

وأشار طلحة جبريل، والذي كان يتحدث أمام جمهرة من الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه بكلية الآداب بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، إلى أن ما يسمى بالصحافة الإلكترونية المغربية لا تقدم الخبر على مقاطع الفيديو مثلا، ومعظم هذه الصحف الإلكترونية تعتمد على مدرسة كولومبيا، أي نسبة إلى كلية الإعلام بجامعة كولومبيا الأمريكية، التي تعتمد على الإثارة من أجل جلب القارئ، والاعتماد على الإثارة يتوخى، حسب هذه الكلية، إلى الاعتماد على تيمة الجنس والدين والجريمة والغموض، حيث يقول اصحاب هذه المدرسة بأن هذه المواضيع هي ما يتطلب العصر، وظهرت هذه الدرسة في أمريكا أولا ثم انتقلت فيما بعد إلى باقي أقطار العالم وخاصة في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

وأكد طلحة جبريل أن اثر هذه المدرسة قد انتهى مع بداية الألفية الثالثة، وتراجع دور هذه المدرسة لكن أثرها لا يزال حاضرا في الصحافة المغربية بالرغم من أصحاب هذه المواقع المغربية لا يعرفون هذه المدرسة.

واعتبر أن أثر مدرسة كولومبيا على المواقع المغربية كان سلبيا، حيث تم إلغاء وظيفة الصحافي، وبهذا أصبحت المواقع الإلكترونية تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي، وبات دور الصحافي اليوم يتمثل في أن يصور الفيديو الذي يجلب المشاهدة ليس إلا، بالرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي ارتبط ظهورها في البداية بصحافة المواطن، أو صحافي الشارع أو صحافي القرب، لكن عندما وصلت مواقع التواصل الاجتماعي أصبح دورها يقوم على التحريض على النميمة ونشر الإشاعة، حسب المحاضر.

وهكذا أرادت المواقع الإلكترونية، حسب طلحة جبريل، أن تنافس مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا غير ممكن إن لم يكن مستحيلا، يريد أربعة أشخاص أن ينافسوا مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك الذي يقوم بتشغيل أكثر من مليون شخص!

وأكد الإعلامي المخضرم أن دور الصحافة يتمثل في نشر الوعي داخل المجتمع عبر تقديم معلومات صحيحة وفتح النقاش العمومي، مشيرا إلى نقطة تعتبر في غاية الأهمية، وهي أن “الانتشار لا يعني دائما التأثير ونشر الوعي”، حيث ميز المحاضر بين الصحافي الذي ينشر الوعي وبين صانع المحتوى، وبينهما فرق شاسع، والصحافة لا يمكن أن تتحول إلى نشر الوعي في المجتمع إلا بعد أن تتحول الصحافة الإلكترونية إلى صناعة، وذلك عبر الدعم والتكوين المستمر.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي