Share
  • Link copied

الإسبان لم يستسيغوا بعد قرار تفضيل المغرب.. صحف إيبيرية تُبرز “ضعف” أداء خطوط “ريان إير” الجديدة نحو الصحراء

بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهتها الصحف الإسبانية، لشركة “ريان إير” الإيرلندية، عقب إعلانها عن قرار إلغاء عدد من الخطوط الجوية في شبه الجزيرة الإيبيرية، وفتح أخرى بالمغرب، عادت (أي الصحف الإسبانية) مرة أخرى، للتركيز على الأرقام التي حققتها الشركة من خطوتها.

وفي هذا الإطار، حاول موقع “Faro de Vigo”، الإيحاء بأن خطوة الشركة، كانت فاشلة، وذلك من خلال استعراض مجموعة من المعطيات، التي ورغم صحة بعضها، إلا أن نزعها من سياقها الخاص، يؤكد وجود توجه إعلامي غير بريء لدى الصحف الإسبانية التي اختارت السير في هذا الاتجاه.

وعلى الرغم من أن التقرير، الموقع باسم فيكتور كوراس، استند إلى أرقام حقيقية – مثل نسب الامتلاء المنخفضة لبعض الرحلات في أشهر الشتاء – إلا أن الانتقائية في عرض المعطيات، والمقارنة غير المتكافئة بين خط الداخلة وخطوط داخلية إسبانية، تكشف عن خلفية تتجاوز مجرد نقل المعلومات.

وسعت الجريدة، للربط بشكل مباشر بين توسع “Ryanair” في الأقاليم الجنوبية المغربية، وقرارها إلغاء بعض الخطوط الداخلية في إسبانيا، وكأن الشركة تعاقب المدن الإسبانية بسبب رهاناتها في الصحراء، مركزةً على تدني نسب الامتلاء في الشهور الأولى، والتي هي عادة موسمية ومؤقتة.

هذا المعطى الأخير، كان بمثابة ذريعة الصحيفة، لمحاولة تشويه صورة الرحلات نحو الصحراء المغربية، كما قام المصدر نفسه، بتقديم التوسع المغربي في الداخلة – من دعم السياحة إلى تشجيع الرياضات البحرية – على أنه نتاج صفقة غامضة بين الشركة والحكومة المغربية، في محاولة لإثارة الشكوك حول شرعية هذا التعاون.

اللافت أيضاً أن التقرير يتجاهل السياق الاستراتيجي الذي يجعل من الداخلة وجهة واعدة، سواء من الناحية الجيوسياسية أو الاقتصادية، كما يغفل أن الرحلات نحو مدن نائية تحتاج وقتًا لبناء قاعدة زبناء مستدامة. كل هذه المعطيات، يؤكد امتعاض الإسبان، من موقف الشركة الإيرلندية.

على الرغم من التحديات الأولية في نسب الإشغال، إلا أن خط “Ryanair” بين مدريد ومدينة الداخلة، يمثل خطوة استراتيجية مهمة نحو تعزيز الربط الجوي بين أوروبا والأقاليم الجنوبية للمغرب، كما يعزز من فرص التنمية الاقتصادية في المنطقة، ويساهم في فتح آفاق جديدة للسياحة، خاصة في مدينة الداخلة التي تسعى إلى أن تصبح مركزًا عالميًا لرياضات المياه والأنشطة البحرية، ما يعزز صورة المدينة كوجهة سياحية واعدة.

كما أن تدشين هذا الخط يمثل دعمًا عمليًا لمساعي المغرب في تنمية البنية التحتية السياحية والاقتصادية في الصحراء، حيث يُسهم الربط الجوي الجديد في تسهيل حركة الزوار والمستثمرين، ويزيد من فرص التبادل التجاري والثقافي بين المغرب وأوروبا. إضافة إلى ذلك، يفتح الخط المجال أمام استثمارات مستقبلية، كما ظهر من إعلان “Ryanair” عن نيتها إنشاء قاعدة جديدة في طنجة، مما يؤكد التزام الشركة بتوسيع حضورها في السوق المغربي والإفريقي.

Share
  • Link copied
المقال التالي