عقب اضطرار وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، برئاسة سعيد أمزازي، لاعتماد صيغة التعليم عن بعد، منذ شهر مارس الماضي، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد في المغرب، ولتفادي أي تعثر للموسم الدراسي، زادت الحاجة إلى الإلمام الكبير بالوسائل المعلوماتية الحديثة.
وأعاد الوضع الاستثنائي، مشكل الأمية المعلوماتية في صفوف الأساتذة، الذين لم يستطع عدد كبير منهم مسايرة التعليم عن بعد، وفئة أخرى احتاجت لأسابيع طويلة لتعلم طريقة إنشاء الأقسام الافتراضية وباقي الخطوات المتعلقة بها، فيما يعاني آخرون الأمرين مع برامج الحاسوب البسيطة، وعلى رأسها “الوورد”، و”الايكسل”، و”الباوربوانت”.
وفي هذا السياق، قال مصطفى مورادي، رئيس شعبة الفلسفة بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط، والكاتب المتخصص في قضايا التربية والتكوين، خلال مداخلة له في الندوة التفاعلية التي نظمتها جريدة “بناصا” مؤخرا، حول الدخول المدرسي، إن أغلب الأساتذة لا يتقنون المعلوميات والوسائل التكنولوجية الحديثة.
وتساءل المتحدث نفسه:”كم عدد الأساتذة الذين يتقنون المعلوميات ويدرّسون بها؟”، في إشارة إلى أن أغلب الأطر التربوية لا يتقنون استعمال الوسائل المعلوماتية الحديثة، قبل أن يضيف بأن “الانفورماتيك”، التي هي مادة تطبيقية بامتياز يتم تدريسها بالنظري في المدرجات، ولا يعرف الأساتذة سوى الفأرة”.
وتشير الاتهامات أيضا، إلى وزارة التعليم، التي تسمح في مباريات التوظيف بمرور من تجاوزوا سن الـ 40، وهو ما من شأنه خلق مشكل فيما بعد، ويتعلق بالأساس في السنين الطويلة التي انقطع فيها، الأساتذة الكهل، في الغالب، عن الدراسة، إلى جانب عدم إلمامهم بالوسائل المعلوماتية، وصعوبة تعلمها.
وعن هذا الأمر أوضح خالد البكاري، وهو أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالدار البيضاء، خلال الندوة ذاتها، بأن التعليم يحتاج “لأطر ومدرسة جديدة، ولأشخاص سنهم نوعا ما لا يزال صغيرا، لأن الجيل الشاب يكون متقنا للتكنولوجيا، أو على الأقل، يسهل عليه تعلمها بسرعة، إلى جانب أنه قريب من سن التلاميذ في الثانوي”.
وأضاف البكاري، بأنه في وقت الحاجة للشباب، يتم المجيء بمشكل من خارج المنظومة التربوية “لأشخاص تجاوز سنهم الـ 40 سنة، ويضغطون من أجل العمل، وتفتح في وجههم مباريات التعليم”، مشيرا إلى أن عددا كبيرا منهم بينهم وبين الإجازة سنوات طويلة، مردفاً:”هذا نموذح من نماذج تهريب مشاكل قطاعات أخرى والمجيء بها للتعليم ما يخلق مشاكل أخرى”.
يشار إلى أن الوسائل المعلوماتية الحديثة، باتت عنصرا أساسيا في العملية التربوية بالمغرب، ونصت الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، على ضرورة العمل على إدماجها في العملية التعليمية التعلمية، الأمر الذي بات يفرض تحديات جديدة على أطر وزارة التعليم.
تعليقات الزوار ( 0 )