شارك المقال
  • تم النسخ

اسليمي: الحديثُ عَن حَربٍ عالميةٍ ثالثةٍ سابقٌ لأوانه.. والفيتو الرُّوسي كبَّلَ مجلسَ الأمن

اعتبر عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، أن الحديث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة هو أمر سابق لأوانه، مُشيرا إلى أن الوضع بين روسيا وأوكرانيا مازال لم تصل حدته لتأكيد هذا القول.

ونفى اسليمي، في مداخلته بالندوة التي نظمتها جريدة بناصا الإلكترونية، تحت عنوان “تأثيرات الصراع في أوكرانيا على شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء “، أن يكون العالم اليوم أمام نظام عالمي جديد حديث النشأة، بالرغم من وجود تحولات، مُبرزا أن الأمر ذاته قد جرى قوله إبان التدخل الأمريكي في العراق، ولم يحدُث.

واسترسل في هذا الصدد بالقول “يمكن أن نتحدث عن نظام دولي جديد في حالة واحدة، وهي وقوع تحالف بين روسيا والصين” قبل ان يستشهد بمقولة للسياسي الأمريكي الشهير هنري كسنجر، الذي قال “الولايات المتحدة الأمريكية، قد تفقد قيادة النظام الدولي فقط في حالة اتحدت روسيا مع الصين”.

المتحدث نفسه، لفت إلى أن ما يجري حاليا بين روسيا وأوكرانيا، هو حصيلة لثلاثين سنة من الصراع، كانت فيها “كييف” مجرد ورقة، تعكس خلفها صراعا على تشكيل النظام الأمني الأوروبي.

وتابع أن هذا النظام الذي استفردت بتشكيله الولايات المتحدة الأمريكية، قد تجدد عليه الصراع ببروز بوتين على رأس الكرملين، وسعيه للتأثير على الشعب الأوكراني واستغلاله من أجل تحقيق مسعاه.

لماذا تقع هذه الأزمات فقط مع الديموقراطيين؟ تساءل اسليمي، ليُجيب بعدها بالقول “في عقيدة الديموقراطيين يكون التوجه أكثر لنظرية الاحتواء، عكس الجمهوريين، المعروفين باندفاعهم نحو الحرب”.

رئيس المركز الأطلسي، أكد كذلك أن الرئيس الروسي بوتين، يعرف الولايات المتحدة الأمريكية جيدا، وبأنه يُعاصر الرئيس الخامس لبلاد العم سام، قبل أن يُضيف “وهو يعرف جيدا كذلك علاقتها بأوروبا وعلاقتها كذلك بالصين”.

وعلى عكس الكثيرين الذين هولوا من الصراع الدائر حاليا بين روسيا وأوكرانيا، كان للسليمي رأي آخر، وأفاد بأن “الحرب لم تصل لدرجة محو دولة من الخريطة، الأمر الذي لن يقبله المجتمع الدولي إن وحصل، كما أن روسيا قد استطاعت فقط لحد الآن، مهاجمة 9 في المائة من التراب الأوكراني فقط”.

ما هو مؤكد، حسب المتحدث، هو أن العالم سيتأثر بهذا الصراع، وبأن تداعياته ستصل إلى جميع مناطق العالم، لتظهر تبعا لذلك مشاكل كثيرة في الغذاء والطاقة، ولتظهر أيضا دول فاشلة جديدة.

وعن سؤال الجدوى من الأمم المتحدة أمام هذا الشكل من الصراعات، أوضح رئيس المركز الأطلسي أن النظام الدولي أبان عن عجز كبير من الأمم المتحدة ومن جهازها مجلس الأمن، مُفسرا هذا العجز بامتلاك روسيا لحق الاعتراض “الفيتو”، وبهذا فلن تستطيع أية دولة تمرير قرار أو موقف ضدها، يُضيف اسليمي.

يُشار إلى ندوة بناصا التي أشرف على تسييرها الإعلامي نور الدين لشهب، قد شهدت مشاركة كل من الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيوستراتيجية والأمنية، وسعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس، ومنصف السليمي، الكاتب والصحافي  بألمانيا.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي