شارك المقال
  • تم النسخ

استهداف الأطفال عبر الإنترنت يزيد الحاجة لآليات جديدة لمحاربة الجريمة الإلكترونية

عرفت مرحلة تفشي فيروس كورونا المستجد في المغرب منذ شهر مارس من سنة 2020، إقبالاً كبيراً من الأطفال المغاربة على الألعاب الإلكترونية، بسبب تداعيات الأزمة الصحية، ما زاد من الجرائم الافتراضية التي تستهدف هذه الشريحة العمرية.

وتعرض مجموعة من الأطفال المغاربة، لمحاولة الاستدراج من طرف عددٍ من الأشخاص البالغين، الذين يلجون إلى الألعاب الإلكترونية من أجل اقتناص أهدافهم، بعيداً عن أعين أسرهم، وحتى أن هذه الاستهدافات وصلت إلى التربّص بالتلاميذ الذين كانوا يتابعون درساتهم عن بعد.

وسبق لمصادر متطابقة، أن كشفت، في وقتٍ سابق، أن مجموعة من التلاميذ في المستويات التعليمية الابتدائية والإعدادية، توصلوا برسائل من شبكات إجرامية “بيدوفيلية”، تستهدف الصغار، عبر التطبيقات التعليمية والألعاب الإلكترونية، خلال فترة تفشي الجائحة.

وتلقى العشرات من الأطفال والمراهقين، رسائل فاضحة على التطبيقات التعليمية، والألعاب الإلكترونية، مستغلّين تراجع رقابة أولياء الأمور، الذين فسحوا المجال لأبنائهم لاستعمال الإنترنت لأوقات طويلة، للترفيه، بسبب الإجراءات المفروضة خلال الجائحة.

وحذر نشطاء، منذ بداية مرحلة الحجر الصحي، من لجوء العديد من الشبكات الإجرامية الدولية، إلى مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات التعليمية والألعاب الإلكترونية، لاقتناص أهدافهم، من بينها عصابات “البيدوفيليا”، والتنظيمات “الإرهابية”.

وطالب مجموعة من أولياء الأمور، بتحرك المديرية العامّة للأمن الوطني لتوفير آليات جديدة لحماية الأطفال من الجرائم الإلكترونية، التي زادت نسبتها بشكل كبير خلال السنة الأخيرة، ما بات يفرض على المسؤولين، وضع سبل حديثة لتجنب تعرض السلامة الجسدية والنفسية للصغار للأذى.

وكشفت هيئة مراقبة الإنترنت، أنها تلقت ما يزيد عن 15 ألف تقريراً حول الإساءات التي تعرض لها الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلال شهر سبتمبر من سنة 2020، وهو رقم قياسيّ غير مسبوق، ما يُبين حجم المخاطر التي باتت تعترض الصغار في العالم الافتراضي، وخصوصا عبر الألعاب الإلكترونية.

وحسب ما جاء في دراسةٍ حديثة نشرتها “موبايلي للرياضات الإلكترونية”، قُبيّل اليوم العالمي لـ”الإنترنت الآمن”، والذي يتزامن مع الـ 9 من فبراير المقبل، فإن نصف الأسر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا يعرفون هوية من يتحدث معهم أبناؤهم خلال مشاركتهم في الألعاب، مثل “فورتنايت”، أو “فري فاير”، مع تعبيرهم عن خوفهم من المجرمين الذين يستهدفون الصغار على شبكات الإنترنت.

وأفادت الدراسة أن خُمس الأسر المشاركة في الاستطلاع، تعتقد أن أطفالهم يتحدثون مع أشخاصٍ غرباء، بمقدار مرتين إلى ثلاثٍ في الأسبوع، فيما أوضح 20 في المائة منهم، بأن صغارهم يتكلمون بشكل يوميّ مع الغرباء، مقابل إعراب حوالي 74 في المائة من المستجوبين عن قلقلهم من مخاطر الجرائم الإلكترونية.

ويؤكد خبراء على ضرورة فرض رقابة صارمة من أولياء الأمور على تواجد أبناهم على الإنترنت، والإبلاغ عن أي حالة مشكوك فيها، منبهين إلى أن المجرمين يستغلون الإنترنت من أجل تسهيل مهمة التواصل مع الأطفال، معتبرين أن هذا الأمر بات تهديداً شديد الخطورة في جميع أنحاء العالم.

وسبق لمجموعة من لحوالي 120 ألف أسرة، من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن طالبت، خلال شهر ديسمبر الماضي، عبر توقيع عريضة أطلقتها منظمة “بارينتس توغيذر”، شركة “مايكروسوفت”، بحماية أطفالها من موجة التّحرش التي يتعرضون لها في لعبة “ماينكرافت”، غير أن المشكل لم يتم حله بسبب ارتفاع الحاجة للإنترنت بسبب كورونا.

وأشارت دراسة “موبايلي للرياضات الإلكترونية”، إلى أن الارتفاع الكبير في نسبة الجرائم التي قد يتعرض لها الأطفال خلال مشاركتهم في الألعاب، زادت من قلق الأسر على سلامة الأبناء وخصوصيتهم، أكثر من أي وقت مضى، بعدما كانوا في السابق يركزون على محتوى الألعاب فقط، دون الانتباه إلى مدى أمانها وسلامتها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي