بعد نشر جريدة “بناصا” لمقطع فيديو يوثق للحالة الكارثية التي يقبع فيها المستشفى بسيدي قاسم، خرج مدير المرفق الصحي، موحى عكي، والذي يشغل منصب المندوب الإقليمي لوزارة الصحة أيضا، “ببيان حقيقة”، كذب فيه كل ما قاله المواطن الذي قام بتصوير الفيديو من داخل المركز الاستشفائي المذكور.
وأظهر فيديو مصور الذي نشرته “بناصا”، مشاهد كارثية داخل إحدى الغرف التي قال الشخص الذي وثق المقطع، إن بها شخصين صابين بكورونا، قبل أن يضيف:”نحن نتواجد في مستشفى الغابة بسيدي قاسم.. كل من توفي هنا في المستشفى، يقولون بأنه توفي بسبب الفيروس التاجي”، متابعا: “هذه السيدة توفيت بسبب الإهمال، لأنهم لم يقدموا لها الأوكسيجين ولا السيروم ولم يعتنوا بها، وحين ماتت قالوا بأنها كانت مريضة بكورونا وتوفيت”.
واسترسل الشخص الذي قام بتصوير مقطع الفيديو:”هنا يرقد والدي، أسبوع وهو هنا، لم يعطوه أي دواء، قالوا إنه مريض بكورونا، علما أنه ظل في مستشفى بتطوان لأسبوع، ولو كانت فيه كورونا كان سيتوفى”، مردفاً:”لم يعطوه أي دواء، تركوه ملقيا على السرير، لا يعطونه أي شيء”، مستدركاً:”أعطوه فقط قنينة الأوكسيجين، والتي لو لم أكن هنا، ما كان ليحظى بها، وإن خرجت سيقومون بأخذها لكي يموت، وبعدها سيقولون لقد توفي بكورونا”.
وعن تفاصيل وفاة السيدة المذكورة، قال الشخص ذاته، إنها “توفيت أمس وكانت تصرخ وتنتف شعرها وتستنجد من أجل مدها بالأوكسيجين، غير أنهم لم يلتفتوا إليها إلى أن ماتت، وبعدها قالوا إنها ماتت بكورونا، هكذا يعامل الناس غي مستشفى الغابة بسيدي قاسم”.
وبخصوص ما جاء على لسان مصور المقطع، أوضح البيان الصادر عن المستشفى، والموقع باسم مديره موحى عكي، أن ما قاله الشخص مجرد “ادعاءات باطلة ومعطيات مغلوطة بشأن وفاة امرأة مسنة”، مشيرا إلى أن السيدة التي توفيت هي “امرأة مسنة عمرها 66 عاما، جاءت تعاني من ضيق في التنفس ناتج عن أزمة حادة بالقلب، وبعد القيام ببعض الفحوصات الطبية، الفحص بالسكانير والتحاليل الطبية من بينها tromponine الذي تبين أنه مرتفع، مما استدعى طلب استشارة طبية للطاقم الطبي مكون من أربعة أطباء اختصاصيين”.
وتابع: “بعد وفاة المرحومة قام فريق التدخل السريع التابع لمندوبية وزارة الصحة بأخذ عينة للكشف عن داء كوفيد 19 للتنوير فقط”، أما فيما يخص المريض الثاني، وهو والد مصور المقطع، يواصل البيان أنه جرى استقباله بـ”مصلحة المستعجلات يوم 15 شتنبر 2020، وكان يعاني من ضيق في التنفس وبعد فحصه من طرف الطبيب المداوم، قام بإعطائه وصفة طبية وتزويده بالأكسجين”.
وذكر البيان بأن اليوم التالي، عرف قيام “الطاقم الطبي بمصلحة المستعجلات بفحص بجهاز السكانير تبين من خلالها أن المريض له إصابات في الرئة مع احتمال إصابته بداء كوفيد19، بنسبة 75 بالمائة، حيث قام فريق التدخل السريع التابع لمندوبية وزارة الصحة بأخذ عينة للكشف عن داء كوفيد-19، التي تبين أنها سلبية، والمريض ما زال تحت عناية الطاقم الطبي بالمركز الاستشفائي الإقليمي بسيدي قاسم في انتظار توجيهه إلى المركز الاستشفائي مولاي عبد الله بسلا”.
وبالرغم من أن البيان عدّد الأطباء الذين عاينوا السيدة المتوفية، إلا أنه لم يشر، إلى ما قاله مصور الفيديو، بخصوص أنها لم تحظ بالأوكسيجين بالرغم من استنجادها بطاقم المستشفى، إلى جانب أنها لم تنل أي أدوية، كما أنه لم يتم الكشف عن سبب ترك جثتها في سريرها إلى غاية اليوم الموالي على وفاتها، دون أخذها لمستودع الأموات في انتظار التأكد من حالتها الصحية.
واعتبر منتقدون بأن بيان عكي، مندوب الصحة بسيدي قاسم، أظهر حجم الارتباك الذي تعانيه المرافق الصحية بالإقليم، وعلى رأسها مستشفى الغابة، بحيث أنه أكد أن السيدة المتوفية، خضعت لتحاليل الكشف عن كورونا، ولم تظهر النتائج بعد، إلا أن جثتها، ما تزال داخل الغرفة رغم وفاتها بأزيد من 10 ساعات، قرب مريض آخر، نتيجة تحاليله سلبية، مع وجود عدد من المواطنين في المكان نفسه، ما يعني احتمال انتقال العدوى إليهم في حال كانت مصابة بالفيروس.
واستغرب نشطاء من المدينة، كيف أن المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، أغفل أمر الجثة، بالرغم من إشارته إلى أن نسبة كون السيدة المتوفية مريضة بكورونا، تقارب الـ 75 بالمائة، غير أن جثتها ظلت في غرفة يتواجد بها مريض آخر، نتائج تحاليل الفيروس التاجي الخاصة به سلبية، بالإضافة إلى وجود عدد من المواطنين غير المصابين بكوفيد-19، في وقت يحرص المسؤولون عن القطاع الصحي عالميا، على إبقاء جثث المصابين، أو الحالات المشتبه في إصابتها، بعيدة عن الأصحاء.
وسبق للعديد من المواطنين أن اشتكوا في وقت سابق، من العشوائية التي يتخبط فيها “مستشفى الغابة” بسيدي قاسم، غير أن كل الصرخات المتتالية لم تعرها المندوبية الإقيليمة لوزارة الصحة أي اهتمام، وظل الوضع على حاله، لغاية تفجر فضيحة الإهمال المتعمدة لمرضى كورونا، والتي كذبتها المؤسسة الاستشفائية في بيان وُصف بـ”المرتبك”
يشار إلى أن شبهة إهمال المرضى بالغرف الخاصة بمرضى كورونا، سبق وأن لاحقت العديدة من المستشفيات بالمملكة، وسط اتهامات للأطر الطبية والتمريضية ومسؤولي وزارة الصحة، بالتغاضي عن إمداد المستشفيات بالمعدات والتجهيزات اللازمة، الخاصة بالحالات المصابة بالفيروس التاجي.
تعليقات الزوار ( 0 )